الإخوان في مرمى النيران: اجتماع سري يكشف عن “تنظيم دولي” متخفٍ
في مشهد يثير التساؤلات حول بنية جماعة الإخوان المسلمين، كشف أمر تنفيذي أمريكي سابق عن تفاصيل مثيرة تتعلق بما يُوصف بـ “التنظيم الدولي” للجماعة. تزامن هذا الأمر، الذي صدر في نوفمبر 2025، مع عقد اجتماع حاشد لقادة الإخوان في لاهور الباكستانية، على هامش مؤتمر للجماعة الإسلامية الباكستانية، وهو الفرع المحلي للإخوان في البلاد. هذا التزامن لم يكن عشوائياً، بل يشير إلى محاولة الجماعة لتعزيز شبكاتها الدولية في ظل ضغوط متزايدة.
ما هو “التنظيم الدولي” للإخوان؟
لطالما كانت جماعة الإخوان هيكلاً معقداً، يتكون من فروع محلية تعمل بشكل مستقل نسبياً. لكن الأمر التنفيذي الأمريكي ألقى الضوء على وجود كيان مركزي، أو “تنظيم دولي”، ينسق بين هذه الفروع ويضع الاستراتيجيات العامة. هذا التنظيم، بحسب مصادر مطلعة، يهدف إلى توحيد جهود الإخوان في مختلف أنحاء العالم، وتجنب التشتت الذي قد ينتج عن العمل المنفصل.
باكستان: نقطة التقاء استراتيجية
اختيار باكستان كموقع للاجتماع الحاشد لم يكن محض صدفة. باكستان تعتبر من الدول التي تحظى بنفوذ قوي للإخوان، وتضم قاعدة جماهيرية كبيرة. كما أن الجماعة الإسلامية الباكستانية، المضيف للاجتماع، تعتبر حليفاً استراتيجياً للإخوان في المنطقة. هذا الاجتماع يمثل فرصة للإخوان لتبادل الخبرات، وتنسيق المواقف، ووضع خطط لمواجهة التحديات المستقبلية.
الرد على الضغوط الأمريكية
الأمر التنفيذي الأمريكي، الذي يهدف إلى النظر في تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، يمثل ضغطاً كبيراً على الجماعة. الاجتماع في لاهور يمكن اعتباره محاولة للإخوان لإظهار قوتهم وتماسكهم في وجه هذه الضغوط. كما أنه يمثل رسالة إلى واشنطن مفادها أن الإخوان ليسوا مجرد مجموعة من الفروع المحلية، بل هم قوة عالمية قادرة على التكيف والصمود.
تداعيات محتملة
- زيادة التدقيق الدولي: قد يؤدي الكشف عن “التنظيم الدولي” إلى زيادة التدقيق الدولي في أنشطة الإخوان، وفرض قيود على تحركات قادتها.
- تأثير على العلاقات الإقليمية: قد يؤثر هذا الكشف على العلاقات بين الدول التي تدعم الإخوان، والدول التي تعتبرهم تهديداً لأمنها.
- تغييرات في هيكل الجماعة: قد يدفع الضغط المتزايد الإخوان إلى إعادة هيكلة تنظيمهم، وتعزيز دور “التنظيم الدولي”.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح جهود الإخوان في الحفاظ على تماسكهم وقوتهم في ظل هذه الظروف الصعبة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل الجماعة، وتأثيرها على المشهد السياسي في المنطقة والعالم.