أزمة لبنان.. ضغوط أميركية وتصعيد وتهديد من إسرائيل

لبنان على حافة المجهول: مهلة أمريكية لإيران وتصعيد إسرائيلي يهدد الاستقرار

تترقب بيروت، بقلق بالغ، نهاية العام الحالي، مع اقتراب موعد المهلة التي حددتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومتها. هذه المهلة، التي تنتهي في الثلاثين من ديسمبر، تتطلب نزع سلاح حزب الله، وتأتي مصحوبة بتحذيرات مبطنة بعواقب وخيمة في حال عدم الامتثال. هذا التطور يضاف إلى سلسلة من الضغوط المتزايدة على لبنان، بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي ملحوظ في الغارات الجوية على مناطق جنوب البلاد.

الضغط الأمريكي ونزع السلاح: مطالب قديمة بتوقيت حرج

لم يكن طلب نزع سلاح حزب الله جديدًا على الساحة اللبنانية، لكن توقيت هذا الطلب، وتحديد مهلة نهائية له، يكتسب أهمية خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى استغلال حالة الضعف السياسي والاقتصادي التي يعيشها لبنان لفرض أجندتها، وتقويض نفوذ طهران في المنطقة. المهلة الأمريكية ليست موجهة فقط للحكومة اللبنانية، بل تعتبر رسالة مباشرة لإيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع استمرار وجود قوة مسلحة غير تابعة للدولة.

التصعيد الإسرائيلي: رسائل تحذيرية أم مقدمات لعمل عسكري؟

تزامنت الضغوط الأمريكية مع تصعيد إسرائيلي في الغارات الجوية على جنوب لبنان. هذه الغارات، التي استهدفت مواقع يُزعم أنها تابعة لحزب الله، أثارت مخاوف واسعة من انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية شاملة. إسرائيل، التي تعتبر حزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها، قد تستخدم هذه الغارات كرسالة تحذيرية، أو كجزء من استراتيجية أوسع لتقويض قدرات الحزب العسكرية.

سيناريوهات محتملة ومخاطر محدقة

الوضع الحالي يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة، تتراوح بين الامتثال الجزئي للمطالب الأمريكية، وتصعيد عسكري محدود، وصولًا إلى مواجهة شاملة. السيناريو الأكثر تفاؤلاً هو أن تتمكن الحكومة اللبنانية من التوصل إلى حلول وسط ترضي الأطراف المعنية، وتجنب المواجهة. لكن هذا السيناريو يبدو بعيد المنال في ظل الانقسامات السياسية العميقة في لبنان، ورفض حزب الله القاطع للتخلي عن سلاحه.

  • الخطر الإقليمي: أي تصعيد في لبنان يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، وإشعال فتيل صراعات جديدة.
  • الأزمة الاقتصادية: المواجهة العسكرية ستدمر ما تبقى من البنية التحتية في لبنان، وتعمق الأزمة الاقتصادية الخانقة.
  • اللاجئون: قد تؤدي المواجهة إلى موجة جديدة من اللاجئين اللبنانيين إلى دول الجوار.

مستقبل غامض ينتظر لبنان

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يواجه لبنان مستقبلًا غامضًا ومحفوفًا بالمخاطر. الضغوط الأمريكية والتصعيد الإسرائيلي يضعان الحكومة اللبنانية أمام اختبار صعب، يتطلب حكمة ودبلوماسية عالية لتجنب كارثة وشيكة. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن بيروت من النجاة من هذه العاصفة، أم أنها ستنجرف نحو الهاوية؟

Scroll to Top