عقب الانقلاب.. تعيين جنرال رئيسا انتقاليا لغينيا بيساو

غينيا بيساو: الجنرال هورتا نتام يقود مرحلة انتقالية بعد انقلاب عسكري

في تطور مفاجئ هزّ الأوساط السياسية الإقليمية، أعلن العسكريون في غينيا بيساو عن تعيين الجنرال هورتا نتام رئيساً انتقالياً للبلاد، وذلك عقب الانقلاب الذي شهدته البلاد الأربعاء. هذا التعيين، الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي الخميس، يضع غينيا بيساو في فترة حرجة من عدم اليقين السياسي، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا.

تفاصيل الانقلاب والتعيين

الانقلاب، الذي قاده عناصر من القوات المسلحة، أطاح بالرئيس المنتخب عمر سيسوكو إمبالو، دون إعلان واضح عن الأسباب المباشرة وراء هذه الخطوة. الجنرال هورتا نتام، الذي تم اختياره لقيادة المرحلة الانتقالية، سيتولى أيضاً قيادة القوات المسلحة العليا لمدة عام كامل، وفقاً لما أعلنه العسكريون. هذا التعيين يمنح الجيش سلطة واسعة في إدارة شؤون البلاد خلال هذه الفترة.

سياق الانقلاب: تحديات غينيا بيساو السياسية

غينيا بيساو لديها تاريخ مضطرب من الانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار السياسي. شهدت البلاد عدة محاولات انقلاب فاشلة وناجحة على مر السنين، مما يعكس هشاشة مؤسساتها الديمقراطية وتحديات الحكم. الفساد المستشري، والفقر المدقع، والتوترات العرقية، كلها عوامل ساهمت في هذا الوضع المتأزم. الوضع الاقتصادي الصعب، وتصاعد الاستياء الشعبي من الأداء الحكومي، قد يكونان لعبا دوراً في دفع العسكريين نحو التدخل.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

أثار الانقلاب إدانات واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي وجماعة دول غرب أفريقيا (إكواس). دعت هذه الجهات إلى الإفراج الفوري عن الرئيس إمبالو، وإعادة السلطة إلى الحكومة المدنية المنتخبة. من المتوقع أن تفرض إكواس عقوبات على غينيا بيساو للضغط على العسكريين للعودة إلى الحكم المدني.

مستقبل غينيا بيساو: سيناريوهات محتملة

المرحلة الانتقالية التي يقودها الجنرال نتام ستكون حاسمة في تحديد مستقبل غينيا بيساو. هناك عدة سيناريوهات محتملة:

  • العودة إلى الحكم المدني: قد يلتزم العسكريون بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة بعد عام، بعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
  • تأجيل الانتقال: قد يسعى العسكريون إلى تمديد الفترة الانتقالية، بحجة الحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية.
  • استمرار الحكم العسكري: في أسوأ السيناريوهات، قد يقرر العسكريون البقاء في السلطة لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراعات.

الوضع في غينيا بيساو لا يزال متطوراً، ويتطلب مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي لضمان انتقال سلمي إلى الحكم المدني وحماية حقوق الإنسان.

Scroll to Top