تحذير من شبح الماضي: حمدوك يخشى عودة الإسلاميين إلى السلطة في السودان
في تصريحات نارية، دق رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، ناقوس الخطر محذرًا من سيناريو كارثي يهدد مستقبل السودان، وهو عودة الفصائل الإسلامية إلى مقاليد السلطة. هذا التحذير، الذي أطلقه حمدوك، يثير مخاوف عميقة بشأن مسار التحول الديمقراطي الهش في البلاد، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة السودان على التخلص من إرث عقود من الحكم الإسلامي المتشدد.
“الإرث المظلم”: ماذا يقصد حمدوك؟
لم يكتفِ حمدوك بالإشارة إلى “الإرث المظلم” بشكل عام، بل أوضح أنه يشير تحديدًا إلى الفصائل الإسلامية التي “اختطفت الدولة لعقود” وأغرقت السودان في “صراعات لا تنتهي”. هذا التصريح يعكس تجربة حمدوك الشخصية كشاهد على سنوات حكم الجبهة الإسلامية، والتي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019. يشير هذا الإرث إلى فترة اتسمت بالقيود على الحريات العامة، والتهميش السياسي للمعارضة، والحروب الأهلية المتكررة، والسياسات الاقتصادية الفاشلة.
السياق السياسي الراهن: هل التحذير مبرر؟
يأتي تحذير حمدوك في وقت يشهد فيه السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي المتزايد، منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش في أكتوبر 2021. الانقلاب أوقف عملية التحول الديمقراطي، وأدى إلى تجميد مشاركة المدنيين في السلطة. في ظل هذا الفراغ السياسي، بدأت الفصائل الإسلامية في إعادة تنظيم صفوفها، واستعادة نفوذها في المؤسسات الحكومية والأمنية.
- صعود النفوذ الإسلامي: هناك تقارير متزايدة عن محاولات من قبل عناصر إسلامية للسيطرة على مفاصل الدولة.
- الاستقطاب السياسي: الوضع السياسي الحالي يشهد استقطابًا حادًا بين القوى المدنية والعسكرية والإسلامية.
- الوضع الاقتصادي المتردي: الأزمة الاقتصادية الخانقة تزيد من حالة السخط الشعبي، مما قد يمهد الطريق لعودة الإسلاميين إلى السلطة.
تحليل موجز: ما هي المخاطر المحتملة؟
عودة الفصائل الإسلامية إلى السلطة في السودان قد تعني تراجعًا كبيرًا في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة. كما قد تؤدي إلى تجدد الصراعات الداخلية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية. الأخطر من ذلك، أن عودة الإسلاميين قد تهدد عملية التحول الديمقراطي برمتها، وتدفع البلاد إلى حافة الهاوية.
تحذير حمدوك هو بمثابة دعوة للاستيقاظ، وتحذير من أن مكاسب الثورة السودانية قد تتبخر إذا لم تتحد القوى المدنية لمواجهة خطر عودة الماضي المظلم. المرحلة القادمة تتطلب حوارًا وطنيًا شاملًا، وتوافقًا سياسيًا واسعًا، لضمان مستقبل ديمقراطي مستقر ومزدهر للسودان.