حدود ملتهبة.. ماذا وراء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله؟

شرارة جديدة في الشمال: هل تتجه المنطقة نحو مواجهة أوسع بين إسرائيل وحزب الله؟

تتصاعد وتيرة القلق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعد أيام شهدت تطورات خطيرة، أبرزها سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قيادات في حزب الله، كان آخرها مقتل القيادي البارز هيثم الطبطبائي، الملقب بـ “أبو علي”. هذه الأحداث لم تعد مجرد حوادث معزولة، بل تشير إلى تصعيد متعمد يهدد بزعزعة الاستقرار الهش في المنطقة، وربما جرّها نحو مواجهة أوسع.

خلفيات التوتر: من سوريا إلى لبنان

لم تأتِ هذه التطورات من فراغ. فالتوتر الحالي هو نتيجة لتراكمات سنوات من الصراع الخفي والمباشر بين إسرائيل وحزب الله، والذي يتداخل مع الأزمة السورية المعقدة. لطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله تهديداً وجودياً، وتسعى جاهدة لتقويض قدراته العسكرية والسياسية. وفي المقابل، يرى حزب الله في إسرائيل عدواً رئيسياً، ويدعم فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.

الضربات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي تستهدف بشكل أساسي مواقع مرتبطة بإيران وحزب الله، أثارت غضب الحزب، وزادت من شعوره بالتهديد. كما أن محاولات إسرائيل لعرقلة حصول حزب الله على أسلحة متطورة، وتوسيع نفوذه في لبنان، ساهمت في تأجيج التوتر.

اغتيالات تستهدف القيادات: رسالة واضحة أم حسابات خاطئة؟

اغتيال “أبو علي” يمثل تصعيداً نوعياً في المواجهة. فاستهداف قيادات بارزة في حزب الله يُرسل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تتسامح مع أي تهديد أمني، وأنها مستعدة لاستخدام القوة لضمان أمنها. لكن هذا النهج يحمل في طياته مخاطر كبيرة، فقد يدفع حزب الله إلى الرد بقوة، مما قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.

  • سيناريوهات محتملة: قد يتراوح الرد من هجمات محدودة عبر الحدود، إلى عمليات أكثر جرأة تستهدف مواقع إسرائيلية حساسة.
  • دور إيران: من غير المرجح أن تبقى إيران مكتوفة الأيدي في حال تصاعد الموقف، وقد تسعى إلى دعم حزب الله بشكل أو بآخر.
  • الموقف اللبناني: يواجه لبنان وضعاً صعباً، حيث يحاول تجنب الانزلاق إلى حرب شاملة، مع الحفاظ على مصالحه الوطنية.

هل نشهد حرباً جديدة؟

في الوقت الحالي، لا يزال من المبكر الجزم بما إذا كانت المنطقة ستشهد حرباً جديدة. لكن المؤشرات تشير إلى أن الوضع يتجه نحو مزيد من التصعيد. الجهود الدبلوماسية المبذولة لتهدئة التوتر محدودة، ويبدو أن كلا الطرفين مصممان على المضي قدماً في سياساتهما. يبقى الأمل معلقاً على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول دبلوماسية تمنع المنطقة من الانزلاق إلى هوة جديدة من العنف والفوضى.

الوضع يتطلب حكمة وحنكة من جميع الأطراف، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة. فالحرب ليست حلاً، بل هي كارثة تهدد الجميع.

Scroll to Top