قبل هجوم 7 أكتوبر.. هاليفي يكشف “خديعة حماس المعقدة”

هاليفي يزيح الستار عن “خديعة حماس” التي سبقت طوفان الأقصى

في اعتراف مفاجئ يهز الروايات الإسرائيلية الرسمية، كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، عن أن حركة حماس نجحت في خداع إسرائيل على مدى سنوات طويلة، مما مهد الطريق لهجوم السابع من أكتوبر المروع. هذا الإقرار، الذي جاء في تسجيل حديث، يثير تساؤلات جوهرية حول طبيعة الاستخبارات الإسرائيلية وتقييمها للتهديد الذي تمثله الحركة الفلسطينية.

سنوات من التضليل

لم يحدد هاليفي طبيعة الخديعة التي نجحت حماس في تنفيذها، لكن تصريحاته تشير إلى أنها لم تكن مجرد عملية تضليل لحظية، بل استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إخفاء قدرات الحركة ونواياها الحقيقية. هذا يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد ركزت بشكل كبير على تهديدات أخرى، أو أنها فشلت في تحليل المعلومات المتاحة بشكل صحيح.

الخبراء العسكريون والاستراتيجيون يرجحون أن الخديعة قد شملت عدة جوانب، بما في ذلك:

  • إخفاء القدرات العسكرية: قد تكون حماس عملت على إخفاء حجم ترسانتها الصاروخية وقدرتها على شن هجمات برية واسعة النطاق.
  • تضليل الاستخبارات: ربما قامت الحركة بنشر معلومات مضللة حول أهدافها ونواياها، بهدف تشتيت انتباه الاستخبارات الإسرائيلية.
  • بناء صورة زائفة: قد تكون حماس سعت إلى تقديم صورة زائفة عن نفسها كحركة مهتمة بالوضع الإنساني في غزة، بينما كانت تخطط في الخفاء لعملية عسكرية كبرى.

تداعيات الاعتراف

هذا الاعتراف من هاليفي له تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والعسكري في إسرائيل. فهو يضع ضغوطًا إضافية على الحكومة الحالية لتقديم تفسير مقنع حول كيفية وقوع هذا الإخفاق الاستخباراتي، وما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع تكراره في المستقبل.

كما أن هذا الاعتراف قد يؤدي إلى إعادة تقييم شاملة للاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة وحركة حماس. فإذا كانت إسرائيل قد تم خداعها لسنوات طويلة، فهذا يعني أن افتراضاتها الأساسية حول الحركة قد تكون خاطئة، وأنها بحاجة إلى تطوير فهم جديد لأهدافها وقدراتها.

ما بعد 7 أكتوبر

هجوم السابع من أكتوبر أحدث صدمة كبيرة في إسرائيل، وأدى إلى حرب واسعة النطاق في غزة. هذا الاعتراف من هاليفي يضيف بعدًا جديدًا لهذه الصدمة، ويؤكد أن إسرائيل قد تكون قد قللت من شأن التهديد الذي تمثله حماس. وبينما تستمر الحرب، من المرجح أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول الخديعة التي نجحت حماس في تنفيذها، وكيف تمكنت من مفاجأة إسرائيل بهذا الهجوم المروع.

الوضع لا يزال متطورًا، والتحقيقات جارية لتحديد المسؤولية عن هذا الإخفاق الاستخباراتي. لكن المؤكد هو أن هذا الاعتراف من هاليفي يمثل نقطة تحول في فهم إسرائيل للصراع مع حماس، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العلاقة بين الطرفين.

Scroll to Top