ثقة متزايدة في الذكاء الاصطناعي: المستثمرون الإماراتيون يميلون نحو الحلول التقنية لإدارة ثرواتهم
في تحول ملحوظ يعكس التوجه العالمي نحو الرقمنة، يزداد إقبال المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة على تبني التقنيات الذكية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، لإدارة شؤونهم المالية. لم يعد الأمر مجرد خيار تكنولوجي، بل أصبح اتجاهاً راسخاً يهدد بتغيير ملامح قطاع إدارة الثروات التقليدي.
استطلاع “ألفيا” يكشف عن تحول في سلوك المستثمرين
أظهر استطلاع حديث أجرته “ألفيا”، المنصة التكنولوجية المتخصصة في إدارة الثروات ومقرها أبوظبي، أن غالبية ساحقة من المستثمرين الإماراتيين، تصل إلى 73%، يخططون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للمستشارين الماليين التقليديين. هذا الرقم يعكس ثقة متزايدة في قدرة هذه التقنيات على تقديم حلول استثمارية فعالة ومخصصة.
لماذا يفضل المستثمرون الذكاء الاصطناعي؟
هناك عدة عوامل تدفع المستثمرين نحو هذا التحول. أولاً، القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة فائقة، مما يسمح بتحديد الفرص الاستثمارية الواعدة وتقليل المخاطر. ثانياً، توفير التكاليف، حيث أن استخدام الذكاء الاصطناعي غالباً ما يكون أقل تكلفة من الاستعانة بمستشارين بشريين. ثالثاً، إمكانية الوصول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يتيح للمستثمرين متابعة محافظهم الاستثمارية واتخاذ القرارات في أي وقت ومن أي مكان.
70.8% يثقون في إدارة محافظهم الاستثمارية بالذكاء الاصطناعي
لم يقتصر الأمر على مجرد الرغبة في استكشاف البدائل، بل أكد 70.8% من المستثمرين المشاركين في الاستطلاع ثقتهم في قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على إدارة محافظهم الاستثمارية بكفاءة. هذه الثقة المتزايدة تعكس تطوراً في فهم المستثمرين لقدرات هذه التقنيات، وتجاوزاً للمخاوف الأولية المتعلقة بالأمن والخصوصية.
تأثيرات محتملة على قطاع إدارة الثروات
من المتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى تغييرات كبيرة في قطاع إدارة الثروات في دولة الإمارات. قد نشهد انخفاضاً في الطلب على المستشارين الماليين التقليديين، وظهور شركات جديدة متخصصة في تقديم حلول استثمارية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما قد نشهد أيضاً زيادة في المنافسة بين الشركات القائمة، حيث تسعى كل منها إلى تطوير خدماتها وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المستثمرين المتغيرة.
- التحول الرقمي: يعكس هذا الاتجاه تسارع التحول الرقمي في القطاع المالي.
- الجيل الجديد من المستثمرين: يميل الجيل الشاب من المستثمرين إلى تبني التقنيات الجديدة بشكل أسرع.
- الابتكار المالي: يشجع هذا التوجه على الابتكار في مجال الخدمات المالية.
في الختام، يبدو أن المستثمرين الإماراتيين على استعداد لتبني مستقبل إدارة الثروات، مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية. هذا التحول يحمل في طياته فرصاً وتحديات، ولكنه بلا شك يمثل نقطة تحول مهمة في القطاع المالي.