زيلينسكي يغازل ترامب وسط ضغوط إنهاء الحرب في أوكرانيا
في تحرك مفاجئ أثار تساؤلات المراقبين، سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تخفيف حدة الانتقادات التي وجهها إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك في خضم محادثات حساسة للغاية تجري في جنيف بهدف إيجاد حل لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا. هذا التوجه يطرح تساؤلات حول مدى تأثير ترامب المحتمل على مستقبل المفاوضات، حتى وهو خارج منصبه.
تصعيد ترامب وانتقاداته اللاذعة
لم تكن انتقادات ترامب لكييف مفاجئة، فقد سبق له أن أعرب عن تحفظاته بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، واعتبر أن أوروبا يجب أن تتحمل عبئًا أكبر في هذا الصدد. وفي تصريحاته الأخيرة، انتقد ترامب إدارة زيلينسكي، ملمحًا إلى أن أوكرانيا لم تكن مستعدة بشكل كافٍ لمواجهة الغزو الروسي، وأنها لم تستغل المساعدات الأمريكية بشكل فعال. هذه التصريحات جاءت في وقت حرج، حيث تتجه الأنظار نحو جنيف لمتابعة نتائج المحادثات التي قد تحدد مسار الحرب.
استرضاء زيلينسكي: هل هو تكتيك أم ضرورة؟
رد زيلينسكي على انتقادات ترامب جاء في شكل محاولة لتهدئة الرئيس الأمريكي السابق، ربما بهدف التأثير عليه بشكل غير مباشر، أو على الأقل منع المزيد من التصريحات التي قد تقوض جهود السلام. يرى بعض المحللين أن هذا الاسترضاء هو تكتيك دبلوماسي يهدف إلى الحفاظ على أي نافذة ممكنة للحوار مع الجناح الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، الذي قد يلعب دورًا حاسمًا في مستقبل المساعدات لأوكرانيا.
مفاوضات جنيف: آمال معلقة وتحديات جمة
تجري محادثات جنيف في ظل أجواء من التوتر الشديد، حيث يتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات بمسؤولية إطالة أمد الحرب. تتضمن أجندة المفاوضات قضايا معقدة مثل الوضع الإقليمي، ومستقبل المناطق المتنازع عليها، وضمانات أمنية لجميع الأطراف.
- التحديات الرئيسية: عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين، والخلافات العميقة حول القضايا الأساسية، والتدخلات الخارجية.
- الآمال المعلقة: التوصل إلى وقف إطلاق نار، وتبادل الأسرى، وبدء عملية سياسية شاملة.
تأثير ترامب المحتمل على مستقبل المساعدات
حتى مع خروجه من الرئاسة، لا يزال دونالد ترامب يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب الجمهوري، وقد يكون قادرًا على التأثير على قرارات الكونغرس بشأن المساعدات لأوكرانيا. إذا تمكن ترامب من حشد الدعم لمعارضته لمزيد من المساعدات، فقد تواجه أوكرانيا صعوبات كبيرة في مواصلة القتال، أو في إعادة بناء البلاد بعد انتهاء الحرب. لذلك، فإن محاولة زيلينسكي لتهدئة ترامب يمكن اعتبارها محاولة استباقية للحفاظ على الدعم الأمريكي، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات الجارية في جنيف.
الوضع في أوكرانيا لا يزال هشًا ومعقدًا، ومستقبل المفاوضات غير واضح. لكن من المؤكد أن تصريحات ترامب وردود أفعال زيلينسكي ستظلان جزءًا من المشهد السياسي الذي يحدد مسار هذه الحرب.