“الزر السري”: كيف تمكنت حماس من شلّ دبّابات ميركافا الإسرائيلية؟
في تطور مفاجئ هزّ الثقة في منظومة الدفاع الإسرائيلية، كشفت تحقيقات عسكرية إسرائيلية عن طريقة مبتكرة استخدمتها حركة حماس لتعطيل دبابات “ميركافا مارك 4” خلال هجومها المباغت في السابع من أكتوبر 2023. لم يكن الأمر يتعلق بصواريخ متطورة أو أسلحة خارقة، بل بمعرفة دقيقة لـ “زر سري” داخل الدبابة، عادة ما يكون متاحًا لطاقمها فقط.
تفاصيل الاختراق المذهل
الدبابة “ميركافا مارك 4″، التي تعتبر حجر الزاوية في قوة الدروع الإسرائيلية، تتميز بتصميمها المعقد وأنظمتها الدفاعية المتطورة. لكن يبدو أن حماس استغلت ثغرة غير متوقعة. وفقًا للتحقيقات، تمكن مقاتلو الحركة من تحديد زر أو آلية داخل الدبابة، وعند الضغط عليها، تتسبب في تعطيل أنظمة رئيسية، مما يجعلها عرضة للخطر أو غير قادرة على الحركة.
ما هو هذا “الزر السري”؟
لم تكشف التفاصيل الرسمية عن طبيعة هذا “الزر السري” تحديدًا، لأسباب أمنية واضحة. لكن التخمينات تشير إلى أنه قد يكون مرتبطًا بأنظمة السلامة، أو آلية لإيقاف تشغيل بعض الوظائف في حالات الطوارئ، أو حتى نظام لإعادة ضبط الأنظمة الداخلية. الفرضية الأكثر ترجيحًا هي أنه زر يستخدم في عمليات الصيانة أو التدريب، ولا يُفترض أن يكون معروفًا لأي شخص خارج الطاقم المؤهل.
كيف حصلت حماس على هذه المعلومة؟
هذا هو السؤال الذي يشغل بال المحللين العسكريين. هناك عدة سيناريوهات محتملة:
- التجسس: قد تكون حماس قد جمعت هذه المعلومة من خلال عمليات تجسس طويلة الأمد، ربما من خلال عناصر متسللة أو من خلال استغلال ثغرات في الأمن السيبراني.
- الأسرى: من الممكن أن يكون مقاتلو حماس قد حصلوا على المعلومة من جنود إسرائيليين أسروا خلال المعارك.
- المعلومات المسربة: لا يمكن استبعاد احتمال تسريب المعلومات من داخل الجيش الإسرائيلي، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
تداعيات الاختراق على الأمن الإسرائيلي
هذا الاختراق يثير تساؤلات جدية حول مستوى الأمن في الدبابات الإسرائيلية، ويضع الجيش أمام تحديات كبيرة. من المتوقع أن يتم إجراء مراجعة شاملة لأنظمة الدبابات، وتحديث البروتوكولات الأمنية، وتدريب الطواقم على التعامل مع هذا النوع من التهديدات. كما أن هذا الحادث قد يدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية بشكل عام، والتركيز بشكل أكبر على حماية المعلومات الحساسة.
إن نجاح حماس في استغلال هذه الثغرة البسيطة نسبيًا يمثل ضربة قوية للجيش الإسرائيلي، ويؤكد على أهمية الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة في مجال الأمن والدفاع.