“توقعوا الأسوأ”.. رسالة تهديد من ترامب إلى زيلينسكي

تصعيد الضغوط على أوكرانيا: واشنطن تحذر زيلينسكي من “اتفاق أسوأ”

في تطور يثير القلق بشأن مستقبل الحرب في أوكرانيا، كشفت مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية عن تحول في سياستها تجاه كييف، يتضمن ضغوطًا متزايدة على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لقبول شروط سلام خلال أيام. هذا التحول، الذي أبلغت به واشنطن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يحمل ضمنيًا تهديدًا صريحًا: إما الموافقة على اتفاق سلام حالي، أو مواجهة مستقبل قد يحمل اتفاقًا أكثر سوءًا لأوكرانيا.

ما هي طبيعة الضغوط؟

لم تكشف المصادر عن تفاصيل الاتفاق المقترح، لكنها أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن الوقت ينفد، وأن استمرار القتال قد يؤدي إلى خسائر فادحة لأوكرانيا، وتقويض الدعم الغربي لها. الرسالة التي نقلتها واشنطن إلى حلفائها، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، تتجاوز مجرد التشجيع على المفاوضات، لتصل إلى حد التحذير من عواقب رفض هذه المفاوضات.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا التطور في ظل تراجع ملحوظ في الهجوم الأوكراني المضاد، وتزايد المخاوف الغربية من استمرار الحرب لفترة طويلة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. كما أن التركيز المتزايد على الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، واحتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة، قد يكون له دور في هذا التحول في السياسة الأمريكية. ترامب، المعروف بمواقفه المتشككة تجاه الدعم الأوكراني، سبق وأن أشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام سريع مع روسيا.

ردود الفعل المحتملة

من المتوقع أن يثير هذا الضغط الأمريكي ردود فعل متباينة في أوكرانيا. فمن جهة، قد يرى البعض أن قبول اتفاق سلام، حتى لو كان غير مثالي، هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومن جهة أخرى، قد يرفض آخرون أي تنازلات لروسيا، ويصرون على استعادة كامل الأراضي الأوكرانية المحتلة.

  • تأثير على حلف الناتو: قد يؤدي هذا التحول في السياسة الأمريكية إلى توترات داخل حلف الناتو، حيث أن بعض الدول الأعضاء قد لا تتفق مع الضغط على أوكرانيا لقبول اتفاق سلام.
  • مستقبل الدعم الغربي: قد يؤدي رفض زيلينسكي للاتفاق المقترح إلى تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، سواء المالي أو العسكري.
  • سيناريوهات محتملة: قد تشمل السيناريوهات المحتملة استمرار الحرب بوتيرة منخفضة، أو التوصل إلى اتفاق سلام هش، أو حتى تصعيد جديد في الصراع.

تحليل موجز

يبدو أن الإدارة الأمريكية بدأت في إعادة تقييم استراتيجيتها في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار التكاليف المتزايدة للحرب، والمخاطر المحتملة لاستمرارها. الرسالة التي وجهتها واشنطن إلى زيلينسكي هي بمثابة إنذار أخير، وتهدف إلى دفعه نحو طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان. يبقى أن نرى ما إذا كان زيلينسكي سيستجيب لهذا الضغط، وما إذا كان الاتفاق المقترح سيكون مقبولاً بالنسبة لأوكرانيا.

Scroll to Top