عودة شبح القنابل العنقودية: إسرائيل تتهم باستخدام أسلحة محظورة في قصف لبنان
بعد مرور نحو عقدين على انتهاء حرب لبنان الثانية، يعود شبح القنابل العنقودية ليثير المخاوف والقلق، حيث كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه الأسلحة المحظورة خلال المواجهات الأخيرة مع حزب الله بين عامي 2023 و 2024. هذا الكشف يفتح الباب أمام تساؤلات حول الالتزام بالقوانين الدولية، وتأثير هذه الأسلحة المدمر على المدنيين والبنية التحتية.
ما هي القنابل العنقودية ولماذا هي محظورة؟
القنابل العنقودية هي أسلحة تنطلق منها مئات القنابل الصغيرة (العناقيد) التي تتناثر على مساحة واسعة. تتميز هذه القنابل بمعدل فشل مرتفع في الانفجار، مما يعني أن العديد من العناقيد تبقى على الأرض لفترة طويلة بعد انتهاء القتال، وتشكل تهديدًا مستمرًا للمدنيين، خاصة الأطفال، الذين قد يعتقدون أنها ألعاب. وقد أدى هذا الخطر إلى حملات دولية واسعة لحظر استخدامها، وتوقيع العديد من الدول على اتفاقية حظر القنابل العنقودية عام 2008.
اتهامات سابقة وتصعيد جديد
لم يكن هذا هو أول اتهام لإسرائيل باستخدام القنابل العنقودية في لبنان. فخلال حرب لبنان الثانية عام 2006، وثقت منظمات حقوقية استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة بشكل واسع النطاق، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، وتلويث مساحات واسعة من الأراضي. الآن، مع التصعيد الأخير في التوترات الحدودية، يبدو أن هذه الأسلحة عادت إلى ساحة المعركة، مما يثير مخاوف من تكرار سيناريو 2006.
تداعيات محتملة وردود الفعل الدولية
استخدام القنابل العنقودية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وقد يؤدي إلى ملاحقة إسرائيل قضائيًا أمام المحاكم الدولية. من المتوقع أن تثير هذه الاتهامات ردود فعل دولية قوية، ودعوات إلى إجراء تحقيق مستقل في الأمر. كما أن هذا الأمر قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على إسرائيل لوقف استخدام هذه الأسلحة، والالتزام بالقوانين الدولية.
ماذا يعني هذا للمدنيين اللبنانيين؟
عودة القنابل العنقودية تعني استمرار التهديد على حياة المدنيين اللبنانيين، حتى بعد انتهاء القتال. فالعناقيد غير المنفجرة يمكن أن تحول الأراضي الزراعية إلى حقول ألغام، وتعوق جهود إعادة الإعمار والتنمية. كما أن هذا الأمر قد يؤدي إلى نزوح المزيد من السكان، وتفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان.
- الخطر المستمر: العناقيد غير المنفجرة تشكل تهديدًا طويل الأمد للمدنيين.
- تأثير اقتصادي: تلوث الأراضي الزراعية يعيق التنمية الاقتصادية.
- أزمة إنسانية: قد يؤدي إلى نزوح المزيد من السكان.
الوضع يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا للضغط على إسرائيل لوقف استخدام هذه الأسلحة المدمرة، وتوفير المساعدة اللازمة لإزالة العناقيد غير المنفجرة، وحماية المدنيين اللبنانيين.