“القبة الذهبية” في مهب الريح: مشروع ترامب للدفاع الصاروخي يواجه شبح الفشل
يبدو أن حلم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بإقامة درع صاروخي شامل يحمي الولايات المتحدة، والمعروف باسم “القبة الذهبية”، يتبخر تدريجياً. تقارير حديثة تشير إلى أن المشروع الضخم يواجه سلسلة من الانتكاسات الخطيرة التي قد تؤدي إلى إلغائه بشكل كامل، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الدفاعات الجوية الأمريكية.
ما هي “القبة الذهبية”؟
كان مشروع “القبة الذهبية” يهدف إلى إنشاء نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية القادمة من أي مكان في العالم. كان من المفترض أن يعتمد النظام على شبكة متطورة من الرادارات والأقمار الصناعية وأنظمة الاعتراض الصاروخي المنتشرة في مواقع استراتيجية حول الولايات المتحدة. وقد روج ترامب للمشروع باعتباره حلاً نهائياً لتهديد الصواريخ، وادعى أنه سيجعل أمريكا “آمنة للغاية”.
أسباب الانتكاسات
تتعدد الأسباب التي تقف وراء التحديات التي تواجه المشروع. تشمل هذه الأسباب:
- التكاليف الباهظة: قدرت التكلفة الإجمالية للمشروع بمئات المليارات من الدولارات، وهو ما أثار انتقادات واسعة النطاق من قبل الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
- التحديات التقنية: واجه المهندسون صعوبات كبيرة في تطوير أنظمة اعتراض صاروخي موثوقة وقادرة على التعامل مع التهديدات المتطورة.
- التأخيرات المستمرة: تأخر المشروع لسنوات بسبب مشاكل في التصميم والتصنيع والاختبار.
- تغيير الأولويات: مع تولي إدارة جديدة للبيت الأبيض، تغيرت الأولويات الاستراتيجية، مما أدى إلى تقليل الدعم المالي والسياسي للمشروع.
تحليل وتوقعات
يعكس فشل مشروع “القبة الذهبية” المحتمل تحديات كبيرة تواجه تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي. فبناء نظام فعال يتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات متطورة وقدرة على التكيف مع التهديدات المتغيرة باستمرار. كما أن الاعتماد المفرط على حلول تقنية قد لا يكون كافياً لمعالجة التحديات الأمنية المعقدة.
قد يؤدي فشل المشروع إلى إعادة تقييم شامل لاستراتيجية الدفاع الصاروخي الأمريكية، والتركيز على بدائل أخرى مثل الدبلوماسية والحد من التسلح. كما قد يدفع إلى تطوير أنظمة دفاعية أكثر واقعية وقابلة للتحقيق، مع التركيز على حماية الأصول الحيوية والمدن الرئيسية بدلاً من محاولة إنشاء درع شامل غير قابل للتطبيق.
في الوقت الحالي، يبدو مستقبل “القبة الذهبية” قاتماً. ويبقى السؤال: هل ستتمكن الولايات المتحدة من إيجاد طريقة لحماية نفسها من تهديد الصواريخ الباليستية، أم أنها ستضطر إلى قبول مستوى معين من المخاطر؟