تصعيد داخلي في إسرائيل: خلاف حاد بين نتنياهو وكوهين حول مستقبل غزة
اندلع خلاف حاد خلال اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) مساء الخميس، كاشفاً عن انقسامات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. الخلاف، الذي تصاعد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الاستخبارات إيلي كوهين، يثير تساؤلات حول مستقبل المفاوضات والجهود المبذولة لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
نتنياهو يقصي كوهين من فريق تنفيذ اتفاق غزة
المصدر الرئيسي للخلاف هو قرار رئيس الوزراء نتنياهو بتشكيل فريق وزاري جديد للإشراف على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، دون إشراك وزير الاستخبارات إيلي كوهين. هذا الإقصاء، الذي فاجأ العديد من المراقبين، يُنظر إليه على أنه محاولة من نتنياهو لتعزيز سيطرته على الملف الفلسطيني وتقليل نفوذ كوهين، الذي يُعتبر من الشخصيات الصاعدة في حزب “ليكود” ويميل إلى تبني مواقف أكثر اعتدالاً.
خلفيات الخلاف: صراع على النفوذ ورؤى مختلفة
يعكس هذا الخلاف صراعاً أعمق على النفوذ داخل الحكومة الإسرائيلية. فبينما يميل نتنياهو إلى تبني سياسات أكثر صرامة تجاه غزة، مع التركيز على الجانب الأمني، يبدو أن كوهين يفضل اتباع نهج أكثر دبلوماسية، يركز على تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع وتعزيز التعاون الاقتصادي. هذا الاختلاف في الرؤى يمثل تحدياً كبيراً أمام تحقيق توافق سياسي حول مستقبل غزة.
تداعيات محتملة على مفاوضات وقف إطلاق النار
قد يكون لهذا الخلاف تداعيات سلبية على مفاوضات وقف إطلاق النار. فإقصاء كوهين من فريق التنفيذ قد يعيق عملية التواصل مع الفصائل الفلسطينية، خاصةً حركة حماس، التي تربطها علاقات جيدة مع وزير الاستخبارات. كما أن هذا الخلاف قد يزيد من حالة عدم الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مما يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق دائم.
- تأثير على الاستقرار الإقليمي: قد يؤدي استمرار الخلافات الداخلية الإسرائيلية إلى تقويض جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
- تحديات أمام الحكومة الإسرائيلية: يواجه نتنياهو تحدياً في الحفاظ على وحدة حكومته في ظل هذه الانقسامات.
- مستقبل العلاقات مع الفصائل الفلسطينية: قد يؤثر هذا الخلاف على طبيعة العلاقات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
مستقبل غزة: سيناريوهات محتملة
في ظل هذه التطورات، يظل مستقبل غزة غامضاً. هناك عدة سيناريوهات محتملة، بدءاً من استمرار الوضع الراهن، مروراً بتصعيد جديد للعنف، وصولاً إلى التوصل إلى اتفاق دائم يضمن الأمن والاستقرار للطرفين. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وتوافقاً سياسياً داخلياً إسرائيلياً، وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي.
الخلاف الحاد بين نتنياهو وكوهين يمثل علامة تحذيرية، ويؤكد على ضرورة معالجة القضايا العالقة بشكل جذري، وإيجاد حلول مستدامة تضمن الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها.