غارات إسرائيلية مكثفة على غزة: هل نشهد تحولاً في قواعد الاشتباك؟
اهتز قطاع غزة ليلة أمس على وقع غارات إسرائيلية واسعة النطاق، خلفت وراءها دماراً هائلاً وسقوط عدد كبير من الضحايا. هذه الموجة من التصعيد، التي أسفرت عن مقتل 32 فلسطينياً وإصابة العشرات، تثير تساؤلات جدية حول مستقبل الأمن في المنطقة، وما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى تغيير جذري في طريقة تعاملها مع حركة حماس والوضع في القطاع.
تصعيد خطير وتوقعات بتوسع العمليات
لم تكن هذه الغارات مجرد رد فعل على أحداث متفرقة، بل جاءت في سياق تصاعد التوترات المتراكمة بين إسرائيل وحماس. تشير التقارير إلى أن إسرائيل تهدف إلى استهداف البنية التحتية العسكرية لحماس، وتقويض قدراتها على إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية. لكن التحذيرات المتزايدة من احتمال توسيع العمليات العسكرية، والسيطرة على مناطق أوسع في غزة، تثير مخاوف من سيناريو أكثر دموية وتعقيداً.
ما الذي أدى إلى هذا التصعيد؟
يعود هذا التصعيد إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها:
- استمرار إطلاق الصواريخ: على الرغم من الجهود المصرية للوساطة، استمرت حماس وفصائل أخرى في إطلاق الصواريخ بشكل متقطع نحو إسرائيل.
- الوضع الإنساني المتدهور: يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر، مما يزيد من حالة الغضب والإحباط بين السكان.
- التوترات في القدس والضفة الغربية: الأحداث المتصاعدة في القدس والضفة الغربية، وخاصة حول المسجد الأقصى، تساهم في تأجيج المشاعر وتصعيد التوترات.
هل تغيرت معادلة الأمن؟
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تغيرت معادلة الأمن؟ يبدو أن إسرائيل، بعد سنوات من محاولات الاحتواء والردع المحدود، باتت تفكر في خيار أكثر قوة، يهدف إلى إضعاف حماس بشكل كبير، وربما تغيير الوضع السياسي والأمني في غزة. لكن هذا الخيار يحمل في طياته مخاطر كبيرة، بما في ذلك:
- مواجهة عسكرية طويلة الأمد: أي عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة قد تتحول إلى مواجهة طويلة الأمد، مع خسائر فادحة على الجانبين.
- تأثير إنساني كارثي: قد تؤدي العملية العسكرية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وزيادة معاناة السكان.
- إشعال المنطقة: قد يؤدي التصعيد في غزة إلى إشعال فتيل الصراع في مناطق أخرى، وزيادة التوترات الإقليمية.
نظرة إلى المستقبل
في ظل هذه التطورات الخطيرة، يبدو أن المنطقة على مفترق طرق. يتوقف مستقبل الأمن والاستقرار على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول سياسية مستدامة، تعالج الأسباب الجذرية للصراع، وتضمن حقوق الفلسطينيين، وتحقق الأمن لإسرائيل. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار التصعيد، وتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في غزة.