بشارة بحبح: تغييب منظمة التحرير يهدد مسار التسوية

بشارة بحبح يحذر من تداعيات إقصاء منظمة التحرير عن “اليوم التالي لغزة”

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع، يبرز سؤال “اليوم التالي لغزة” كملف ساخن يثير جدلاً واسعاً. تحذيرات متزايدة تتردد حول المخاطر المترتبة على استبعاد منظمة التحرير الفلسطينية من أي ترتيبات مستقبلية، حيث يرى مراقبون أن ذلك قد يقوض بشدة فرص تحقيق تسوية شاملة ومستدامة.

نتنياهو يصر على المسار العسكري

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، والتي أكد فيها عزمه على مواصلة العمليات العسكرية في غزة وعلى الجبهات الأخرى، بما في ذلك تعزيز القوات في جنوب لبنان، تزيد من تعقيد المشهد. هذا التصعيد يضع علامات استفهام كبيرة حول جدية البحث عن حلول سياسية، ويُفاقم من حالة عدم اليقين التي تخيم على المنطقة.

منظمة التحرير: دور محوري أم عبء؟

يشير المحلل السياسي بشارة بحبح إلى أن تغييب منظمة التحرير الفلسطينية عن أي مفاوضات أو ترتيبات مستقبلية يمثل خطأ استراتيجياً كبيراً. فمنظمة التحرير، رغم الانتقادات الموجهة إليها، لا تزال تمثل المرجعية السياسية الأوسع للشعب الفلسطيني، ولها حضور تاريخي في المشهد السياسي الإقليمي والدولي. استبعادها يعني إغلاق الباب أمام أي حوار جاد وشامل يهدف إلى تحقيق سلام دائم.

سيناريوهات محتملة لـ “اليوم التالي”

تتعدد السيناريوهات المطروحة لـ “اليوم التالي لغزة”، لكن جميعها تواجه تحديات كبيرة. بعض الأفكار تركز على دور السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، بينما يرى آخرون أن ذلك غير واقعي في ظل الوضع الحالي. هناك أيضاً مقترحات تتحدث عن إدارة دولية مؤقتة، أو عن دور أكبر لمنظمات إنسانية في تقديم المساعدات وإعادة الإعمار. لكن يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن ضمان استقرار دائم للأمن في غزة، وكيف يمكن معالجة الأسباب الجذرية للصراع؟

مخاوف من فراغ سياسي

الخوف الأكبر يكمن في أن يؤدي استبعاد منظمة التحرير إلى فراغ سياسي في غزة، مما قد يفتح الباب أمام تصاعد الفوضى والعنف، وظهور قوى متطرفة تستغل الوضع لتعزيز نفوذها. هذا الفراغ قد يهدد أيضاً الأمن الإقليمي، ويؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار.

  • التسوية الشاملة: تحقيق تسوية شاملة تتضمن حل قضايا اللاجئين والقدس والحدود.
  • إعادة بناء غزة: إطلاق عملية إعادة بناء واسعة النطاق لغزة، مع التركيز على توفير فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية.
  • الحوار الفلسطيني: تشجيع الحوار الفلسطيني الداخلي لتوحيد الصف الفلسطيني.

في الختام، يمثل ملف “اليوم التالي لغزة” تحدياً كبيراً يتطلب رؤية استراتيجية شاملة، ومشاركة جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. تجاهل هذا الأمر قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وتقويض فرص تحقيق سلام دائم في المنطقة.

Scroll to Top