لبنان على شفا المجهول: مخاوف من عملية عسكرية إسرائيلية وشبح التبرير الأمريكي
تتصاعد حدة القلق في لبنان مع تداول تقارير عن سيناريو عسكري “قاتم” يلوح في الأفق، مدفوعًا بتصعيد إسرائيلي محتمل. هذه المخاوف لم تعد مجرد همسات في الأوساط السياسية، بل باتت تتجسد في تحذيرات مصدر غربي رفيع المستوى في بيروت، نقلتها هيئة البث الإسرائيلية، تشير إلى أن تل أبيب وواشنطن قد تكونان تعملان على تجهيز الأرضية لتبرير تدخل عسكري واسع النطاق.
ما الذي يقف وراء هذه المخاوف؟
التقارير تشير إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى شن عملية عسكرية في لبنان، لكنها تدرك الحاجة إلى غطاء دولي، خاصة من الولايات المتحدة. هذا الغطاء قد يتم توفيره من خلال تصعيد الخطاب حول التهديدات الأمنية التي يشكلها حزب الله، أو من خلال اتهامات تتعلق بانتهاك القرار 1701 الذي أنهى حرب صيف 2006. الخوف اللبناني يكمن في أن هذه الاتهامات قد تكون مُصطنعة أو مبالغ فيها، بهدف إعطاء مبرر لعمل عسكري واسع النطاق.
السياق الإقليمي المتوتر
يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بشكل عام، وتحديدًا على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا. الاشتباكات الحدودية المتقطعة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى التوترات المتزايدة في الجولان السوري، تزيد من احتمالية تصعيد الأمور. كما أن الحرب المستمرة في غزة تلعب دورًا في هذا السياق، حيث يخشى البعض من أن إسرائيل قد تسعى إلى فتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط عليها.
تداعيات محتملة على لبنان
في حال تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في لبنان، فإن التداعيات ستكون كارثية على جميع المستويات. لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية حادة وشلل سياسي، لن يكون قادرًا على تحمل حرب جديدة. الخسائر البشرية والمادية ستكون فادحة، والبنية التحتية المدمرة ستزداد تدهورًا. كما أن هذا التدخل قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
- الأزمة الاقتصادية: تفاقم الانهيار المالي وتدهور الأوضاع المعيشية.
- النزوح: موجات جديدة من النزوح الداخلي والخارجي.
- الاستقطاب السياسي: تعميق الانقسامات السياسية والطائفية.
- التدخلات الخارجية: زيادة التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية.
ماذا عن الدور الأمريكي؟
الدور الأمريكي في هذا السيناريو يثير الكثير من التساؤلات. في حين أن الولايات المتحدة تدعو دائمًا إلى الاستقرار في المنطقة، إلا أنها تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وقد تدعم إسرائيل في حال شعرت بأن أمنها مهدد. الخوف اللبناني هو أن الولايات المتحدة قد تغض الطرف عن عملية عسكرية إسرائيلية، أو حتى تقدم لها الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
الوضع في لبنان يتطلب حكمة وحذرًا من جميع الأطراف المعنية. الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لتجنب كارثة وشيكة. المجتمع الدولي مدعو للعب دور فعال في تهدئة التوترات ومنع التصعيد، وضمان حماية المدنيين واحترام سيادة لبنان.