مستقبل غزة معلق: مشروع قرار الأمم المتحدة وتحدي “عقدة حماس”
بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على المشروع الأمريكي الخاص بغزة، تتجه الأنظار بقلق وترقب نحو الخطوات التالية، وتحديداً نحو كيفية استجابة الأطراف المعنية، وعلى رأسهم إسرائيل، للترتيبات الأمنية والسياسية الجديدة التي قد تشكل ملامح القطاع في المرحلة القادمة. لكن، وبينما يبدو التوافق الدولي على الورقة الأمريكية، يلوح في الأفق تحدٍ كبير يكمن في مستقبل حركة حماس ودورها المحتمل، وهو ما يصفه مراقبون بـ “العقدة الجوهرية” التي قد تعرقل أي تقدم نحو استقرار دائم في غزة.
ماذا يتضمن مشروع القرار؟
لم يكشف النص الكامل لمشروع القرار بعد عن كافة تفاصيله، لكنه يركز بشكل أساسي على إنهاء القتال الحالي بين إسرائيل وحماس، وفتح الباب أمام إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى القطاع، ووضع تصورات لعملية إعادة إعمار واسعة النطاق. كما يتضمن المشروع بنوداً تتعلق بالترتيبات الأمنية المستقبلية، والتي تهدف إلى منع تجدد الصراع، وضمان أمن إسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الفلسطينيين.
حماس: بين القبول والرفض
تكمن الصعوبة الرئيسية في كيفية التعامل مع حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. فبينما ترحب الحركة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، إلا أنها ترفض بشكل قاطع أي ترتيبات أمنية تتضمن نزع سلاحها أو تقويض سلطتها في القطاع. هذا الموقف يضع إسرائيل أمام خيار صعب: هل تقبل بالتعامل مع حماس كطرف رئيسي في أي اتفاق مستقبلي، أم تسعى إلى إضعافها أو إزالتها من السلطة؟
سيناريوهات محتملة
- سيناريو التوافق: وهو الأكثر صعوبة، ويتطلب تنازلات متبادلة من جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، وإسرائيل، والمجتمع الدولي. قد يشمل هذا السيناريو إشراف دولي على عملية نزع السلاح، وتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، وتوفير دعم اقتصادي كبير لغزة.
- سيناريو الصراع المستمر: في حال استمرار حماس في رفض التنازل عن سلاحها، قد تتجه الأمور نحو جولة جديدة من العنف، خاصة إذا شعرت إسرائيل بأن أمنها مهدد.
- سيناريو الفراغ الأمني: إذا تمكنت إسرائيل من إضعاف حماس دون استبدالها بسلطة بديلة قادرة على الحفاظ على الأمن، فقد ينزلق القطاع إلى حالة من الفوضى والانفلات الأمني.
تحديات إضافية
بالإضافة إلى “عقدة حماس”، يواجه أي حل مستقبلي لغزة تحديات أخرى، مثل:
- الوضع الاقتصادي المتردي: يعاني قطاع غزة من فقر مدقع وبطالة مرتفعة، مما يزيد من خطر التطرف والعنف.
- الانقسام الفلسطيني: استمرار الانقسام بين حماس وفتح يعيق جهود تحقيق المصالحة الوطنية.
- التدخلات الإقليمية: تلعب دول إقليمية مختلفة دوراً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
في الختام، يمثل مشروع القرار الأمريكي خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في غزة، لكن نجاحه يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها، وعلى رأسها “عقدة حماس” التي قد تحدد مستقبل القطاع بأكمله.