تحذير من حزب الله: أي تقارب لبناني مع إسرائيل قد يؤدي إلى كارثة شاملة
أطلق نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، تحذيراً حاداً من أي شكل من أشكال التطبيع أو التقارب مع إسرائيل، مؤكداً أن ذلك سيجر لبنان إلى أزمة عميقة وربما كارثية. جاءت تصريحات قاسم في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة، والجدل الدائر حول العلاقات المحتملة بين بعض القوى السياسية اللبنانية وإسرائيل.
المصالح الإسرائيلية خط أحمر
أكد قاسم أن أي خطوة لبنانية تتعارض مع المصالح الإسرائيلية ستنعكس سلباً على لبنان بشكل مباشر. ولم يحدد قاسم طبيعة هذه الخطوات، لكنه شدد على أن “التماهي مع إسرائيل” – وهو تعبير استخدمه لوصف أي شكل من أشكال التعاون أو التوافق – يعني “فقدان السفينة التي تقلّ الجميع”، في إشارة إلى أن الكارثة ستطال جميع اللبنانيين دون استثناء.
السياق الإقليمي واللبناني
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد لبنان أزمة اقتصادية وسياسية حادة، مع محاولات لإعادة تشكيل التحالفات السياسية. هناك حديث عن مساعٍ لفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها، واستغلال الموارد الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة. يرى البعض أن هذا التقارب ضروري لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، بينما يرفضه آخرون بشدة، معتبرين أنه بمثابة “تطبيع” مع العدو.
تحليل: رسالة موجهة لمن؟
يبدو أن تحذير قاسم موجه بشكل أساسي إلى القوى السياسية اللبنانية التي قد تفكر في الانخراط في أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل. كما يمكن اعتباره رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن حزب الله لن يسمح بأي تقارب لبناني إسرائيلي، وأن أي محاولة للضغط على لبنان في هذا الاتجاه ستواجه مقاومة.
- الخطر على الاستقرار: يرى مراقبون أن تصريحات قاسم تزيد من تعقيد الوضع في لبنان، وتهدد الاستقرار السياسي والأمني.
- تأثير على المفاوضات: قد تؤثر هذه التصريحات على أي مفاوضات مستقبلية بشأن ترسيم الحدود البحرية، أو استغلال الموارد الطبيعية.
- الخطاب السياسي: تعكس هذه التصريحات استمرار الخطاب السياسي المتصلب في لبنان، والذي يركز على الصراع مع إسرائيل.
مستقبل العلاقات اللبنانية الإسرائيلية
يبقى مستقبل العلاقات اللبنانية الإسرائيلية غامضاً. فمن جهة، هناك حاجة ملحة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، واستغلال الموارد الطبيعية. ومن جهة أخرى، هناك معارضة قوية لأي شكل من أشكال التطبيع، وخوف من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع. من الواضح أن أي تطور في هذا الملف سيكون له تداعيات كبيرة على لبنان والمنطقة بأسرها.
الوضع يتطلب حواراً وطنياً شاملاً، يهدف إلى التوصل إلى رؤية واضحة بشأن مستقبل العلاقات مع إسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار المصالح اللبنانية العليا، والوضع الإقليمي المتغير.