إسرائيل تضخ استثمارات قياسية في الأمن: موازنة الدفاع تتجاوز 34 مليار دولار
في خطوة تعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها، أعلنت إسرائيل عن موازنة دفاعية طموحة لعام 2026، تقدر بأكثر من 34 مليار دولار أمريكي. هذا الرقم يمثل قفزة كبيرة مقارنة بالمسودات السابقة، مما يشير إلى تحول استراتيجي في أولويات الدولة العبرية.
ارتفاع ملحوظ في الإنفاق العسكري
أفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن الموازنة الجديدة ستبلغ 112 مليار شيكل، وهو ما يعادل 34.63 مليار دولار. هذا يمثل زيادة كبيرة عن مسودة الموازنة الأولية التي كانت تقدر بـ 90 مليار شيكل. الزيادة تعكس، على الأرجح، تقييمًا متجددًا للتهديدات الإقليمية، بما في ذلك التوترات المستمرة مع الجماعات المسلحة في المنطقة، والبرنامج النووي الإيراني، والتطورات الجيوسياسية المتسارعة.
ما الذي ستشمله الموازنة الجديدة؟
لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول كيفية تخصيص هذه الموارد الضخمة، ولكن من المتوقع أن تركز بشكل كبير على عدة مجالات رئيسية:
- تعزيز القدرات الدفاعية الصاروخية: يشمل ذلك تطوير أنظمة اعتراض الصواريخ القائمة، مثل “القبة الحديدية” و “سهم” و “دافيد سلاينغ”، لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
- تحديث الأسلحة والمعدات: من المرجح أن تشمل الموازنة استثمارات كبيرة في شراء أسلحة ومعدات عسكرية متطورة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والدبابات، وأنظمة الاستطلاع والمراقبة.
- تطوير التكنولوجيا العسكرية: تولي إسرائيل أهمية كبيرة للابتكار التكنولوجي في مجال الدفاع، ومن المتوقع أن تخصص جزءًا كبيرًا من الموازنة للبحث والتطوير في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الحرب السيبرانية، والطائرات بدون طيار.
- تعزيز الاستعداد القتالي: ستساهم الموازنة في تحسين التدريب العسكري، وزيادة جاهزية القوات المسلحة، وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة لأي طارئ.
سياق إقليمي ودولي
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار المتزايد. النزاعات الإقليمية، والتدخلات الخارجية، والتحديات الاقتصادية، كلها عوامل تساهم في زيادة التوترات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات الجيوسياسية العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، قد أدت إلى إعادة تقييم المخاطر والتحديات الأمنية في جميع أنحاء العالم.
تحليل موجز
إن تخصيص ميزانية دفاعية بهذا الحجم يعكس التزام إسرائيل بالحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة. كما أنه يشير إلى أن الدولة العبرية تتوقع استمرار التحديات الأمنية في المستقبل المنظور. من المرجح أن يكون لهذه الموازنة تأثير كبير على التوازن العسكري في الشرق الأوسط، وقد تؤدي إلى سباق تسلح إقليمي.
يبقى أن نرى كيف ستنفذ إسرائيل هذه الموازنة، وما هي الأولويات التي ستختارها. ومع ذلك، فمن الواضح أن الدولة العبرية تستعد لمواجهة مستقبل غير مؤكد، وتستثمر بكثافة في أمنها القومي.