أزمة “يوروفيجن” تتفاقم.. انسحابات أوروبية احتجاجاً على مشاركة إسرائيل
هزّت مسابقة “يوروفيجن” الغنائية الشهيرة، والتي لطالما اعتبرت منصة للتعبير الثقافي والاحتفاء بالتنوع، أزمة حادة تهدد بتقويض وحدتها. فبعد قرار السماح لإسرائيل بالمشاركة في نسخة 2026، أعلنت دول أوروبية بارزة عن انسحابها من المسابقة، في خطوة تصعيدية تعكس عمق الانقسامات السياسية والثقافية المتفاقمة حول الحرب الدائرة في قطاع غزة.
قرار مثير للجدل
الجدل بدأ يتصاعد منذ أسابيع حول مشاركة إسرائيل في “يوروفيجن”، في ظل الضغوط المتزايدة من نشطاء وحقوقيين ومطربين أوروبيين، الذين طالبوا باستبعادها بسبب الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة. ورغم هذه المطالبات، قررت الهيئة المنظمة للمسابقة (الاتحاد الأوروبي للبث) السماح لإسرائيل بالمشاركة، معتبرة أن المسابقة “غير سياسية بطبيعتها”.
تداعيات الانسحابات
لم يمرّ القرار مرور الكرام، إذ سرعان ما أعلنت كل من إسبانيا وهولندا وأيرلندا وسلوفينيا عن انسحابها من المسابقة، مؤكدة أن مشاركة إسرائيل تتعارض مع قيمها ومبادئها الإنسانية. هذه الانسحابات تمثل ضربة قوية لـ “يوروفيجن”، حيث تعتبر هذه الدول من المساهمين الرئيسيين في المسابقة، ولها قاعدة جماهيرية واسعة.
- إسبانيا: أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE) أن مشاركة إسرائيل في المسابقة “تتعارض مع التزامها بالقيم الإنسانية”.
- هولندا: أعلنت هيئة الإذاعة الهولندية (AVROTROS) أنها لن تشارك في المسابقة، معربة عن “خيبة أملها” من قرار السماح لإسرائيل بالمشاركة.
- أيرلندا: دعت هيئة الإذاعة الأيرلندية (RTÉ) إلى “عدم إجراء المسابقة في ظل استمرار الصراع”.
- سلوفينيا: أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون السلوفينية (RTV SLO) أنها “لا تستطيع المشاركة بضمير مرتاح” في ظل الأوضاع الحالية.
تحليل وتوقعات
هذه الانسحابات تعكس حالة من الاستقطاب السياسي والثقافي المتزايد في أوروبا، وتظهر مدى حساسية القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. من المرجح أن تؤدي هذه الأزمة إلى مزيد من الضغوط على الهيئة المنظمة لـ “يوروفيجن” لإعادة النظر في سياستها المتعلقة بالمشاركة، وقد تدفع دولاً أخرى إلى الانسحاب في المستقبل. كما أنها تثير تساؤلات حول مستقبل المسابقة وقدرتها على الحفاظ على حياديتها في ظل التحديات السياسية المتزايدة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح “يوروفيجن” في تجاوز هذه الأزمة، أم ستتحول إلى ساحة صراع سياسي يقوض قيمها الأساسية؟ الإجابة على هذا السؤال ستتحدد في الأشهر القادمة، مع تطور الأوضاع في غزة واستمرار الضغوط على الهيئة المنظمة للمسابقة.