بعد “هجوم 2020”.. النمسا تشدد الخناق على تنظيم الإخوان

النمسا تتخذ خطوات حاسمة لمواجهة نفوذ الإخوان بعد “هجوم 2020”

بعد سنوات من التوسع التدريجي، يبدو أن النمسا قد بدأت في إعادة تقييم علاقتها بتنظيم الإخوان المسلمين، واتخذت خطوات ملموسة نحو تقييد أنشطته. هذا التحول يأتي في أعقاب هجوم إرهابي وقع في فيينا عام 2020، والذي أثار جدلاً واسعاً حول دور التطرف الديني، وعلاقة بعض المتطرفين المحتملة بتنظيم الإخوان.

“هجوم 2020” نقطة تحول

لم يكن الهجوم الذي استهدف فيينا في نوفمبر 2020 مجرد حادث أمني عابر، بل كان بمثابة نقطة تحول في السياسة النمساوية تجاه الجماعات الإسلامية. نفذه مهاجم من أصل شمال مقدوني، أعلن ولاءه لتنظيم داعش، لكن التحقيقات اللاحقة سلطت الضوء على شبكات دعم محتملة، وارتباطات غير مباشرة ببعض العناصر المرتبطة بالإخوان. هذا أدى إلى زيادة الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

التضييق على الأنشطة: ما الذي يجري؟

تتضمن الإجراءات التي تتخذها النمسا حالياً عدة جوانب. أولاً، هناك مراجعة شاملة لعمليات التمويل التي تتلقاها المؤسسات والجمعيات المرتبطة بالإخوان. السلطات النمساوية تسعى إلى التأكد من أن هذه الأموال لا تستخدم لتمويل أنشطة متطرفة أو لتقويض الأمن القومي. ثانياً، هناك تدقيق متزايد في الخطاب الديني الذي يتم نشره في المساجد والمراكز الإسلامية، للتأكد من أنه لا يحرض على الكراهية أو العنف.

  • إغلاق المساجد: تم إغلاق عدد من المساجد التي يُشتبه في ارتباطها بالإخوان، أو التي تبنت خطابات متطرفة.
  • قيود على الجمعيات: فرض قيود على أنشطة بعض الجمعيات الإسلامية، وتقييد قدرتها على تلقي التبرعات.
  • مراقبة الأفراد: زيادة المراقبة على الأفراد المشتبه في ارتباطهم بالتنظيم، وجمع المعلومات الاستخباراتية حول أنشطتهم.

سياق أوسع: موجة أوروبية؟

لا تأتي هذه الإجراءات في عزلة، بل تأتي في سياق أوسع من التحركات المماثلة في دول أوروبية أخرى. فمنذ سنوات، هناك قلق متزايد في أوروبا بشأن نفوذ الإخوان، ودورهم المحتمل في نشر الأفكار المتطرفة. دول مثل فرنسا وسويسرا اتخذت أيضاً خطوات مماثلة للحد من أنشطة التنظيم. يرى البعض أن هذا يعكس تحولاً في السياسة الأوروبية تجاه الإسلام السياسي، ورغبة في حماية القيم الديمقراطية والعلمانية.

تحديات مستقبلية

على الرغم من هذه الإجراءات، لا يزال التحدي كبيراً. تنظيم الإخوان يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات، وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. من المرجح أن يسعى التنظيم إلى إيجاد طرق جديدة للتحايل على القيود المفروضة عليه، ومواصلة أنشطته بشكل سري. لذلك، فإن النجاح في مواجهة نفوذ الإخوان يتطلب استراتيجية شاملة وطويلة الأمد، تتضمن التعاون الدولي، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال.

Scroll to Top