ماكرون يشعل فتيل القلق الأوروبي: هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا؟
تسريبات مكالمة هاتفية سرية هزت أوساط الدبلوماسية الأوروبية، كشفت عن تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من احتمال “خيانة” الولايات المتحدة لأوكرانيا وحلفائها في أوروبا. المكالمة، التي ضمت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرتز، بالإضافة إلى قادة أوروبيين آخرين، سلطت الضوء على مخاوف متزايدة بشأن استمرار الدعم الأمريكي لكييف في مواجهة الحرب الروسية.
توقعات بتغيرات في السياسة الأمريكية
لم يوضح التسريب طبيعة “الخيانة” المحتملة، لكنه يأتي في ظل أجواء سياسية متغيرة في الولايات المتحدة، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وتصاعد الأصوات التي تطالب بتقليل أو وقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا. هناك قلق أوروبي حقيقي من أن فوز مرشحين يتبنون مواقف متشككة تجاه الدعم الأوكراني قد يؤدي إلى تقليص كبير في المساعدات، مما يضع أوروبا في موقف صعب للغاية.
أوروبا تستعد لسيناريو “الوحدة”
التحذير الفرنسي، بحسب التسريبات، لم يكن مجرد إشارة إلى احتمال تقليل الدعم، بل إلى احتمال “تخلي” كامل عن أوكرانيا. هذا السيناريو دفع القادة الأوروبيين إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين دول الاتحاد الأوروبي، والاستعداد لتحمل مسؤولية أكبر في دعم أوكرانيا بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
- تعزيز الصناعات الدفاعية: هناك حديث عن ضرورة الاستثمار في تطوير الصناعات الدفاعية الأوروبية لتقليل الاعتماد على الأسلحة والمعدات الأمريكية.
- زيادة الميزانيات الدفاعية: تدرس بعض الدول الأوروبية زيادة ميزانياتها الدفاعية لتلبية الاحتياجات الأمنية المتزايدة.
- تنسيق السياسات الخارجية: يتم التأكيد على أهمية تنسيق السياسات الخارجية والأمنية بين الدول الأوروبية لتقديم جبهة موحدة في مواجهة التحديات.
ردود الفعل الأولية وتأثير التسريبات
لم يصدر حتى الآن رد رسمي من البيت الأبيض على هذه التسريبات، لكنها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. البعض يرى أن التسريبات تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة لمواصلة دعمها لأوكرانيا، بينما يرى آخرون أنها تعكس حالة من الإحباط والقلق الأوروبي العميق بشأن مستقبل الحرب.
التسريبات تضع أوروبا أمام خيارات صعبة، وتجبرها على إعادة تقييم استراتيجيتها الأمنية والدفاعية. سواء كانت مخاوف ماكرون مبررة أم لا، فإن هذه المكالمة السرية المسربة قد تكون نقطة تحول في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة، وفي مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.
السياق الأوسع للصراع
يأتي هذا التحذير في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، حيث تستمر القوات الروسية في شن هجمات مكثفة في الشرق والجنوب. كما أن الدعم الغربي لأوكرانيا يواجه تحديات داخلية في العديد من الدول، بسبب المخاوف الاقتصادية والسياسية. هذه العوامل مجتمعة تزيد من تعقيد الوضع وتجعل مستقبل الصراع أكثر غموضاً.