نتنياهو والعفو الرئاسي: غضب شعبي وحسابات سياسية معقدة
فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاجأة مدوية بتقديمه طلبًا رسميًا للعفو الرئاسي عن القضايا الجنائية المتعلقة بالفساد التي تلاحقه منذ سنوات. هذا التحرك، الذي يأتي في توقيت بالغ الحساسية، أثار عاصفة من ردود الأفعال المتباينة داخل إسرائيل، بين مؤيد يرى فيه محاولة لإنقاذ مسيرته السياسية، ومعارض يعتبره استهزاءً بسيادة القانون. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف ينظر الشارع الإسرائيلي إلى هذا الطلب المثير للجدل؟
خلفية القضية: سنوات من التحقيقات والمحاكمات
لم تكن قضايا الفساد التي يواجهها نتنياهو وليدة اللحظة. فقد بدأت التحقيقات في عام 2017، وشملت اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. اتُهم نتنياهو بتلقي هدايا باهظة الثمن من رجال أعمال، مقابل تسهيل مصالحهم. على الرغم من نفي نتنياهو المستمر لأي مخالفات، إلا أن المحاكمات مستمرة، وتلقي بظلالها على المشهد السياسي الإسرائيلي.
غضب شعبي وتظاهرات واسعة
أثار طلب العفو الرئاسي موجة غضب عارمة في الشارع الإسرائيلي. فقد خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مدن، مطالبة باستقالة نتنياهو ومحاكمته العادلة. يرى المتظاهرون أن العفو الرئاسي سيكون بمثابة مكافأة لرئيس الوزراء على أفعاله، وسيضعف الثقة في المؤسسات القضائية. تعتبر هذه التظاهرات تعبيرًا عن إحباط واسع النطاق من الفساد المستشري في الحياة السياسية الإسرائيلية.
حسابات سياسية معقدة
لا يمكن النظر إلى طلب العفو الرئاسي بمعزل عن الحسابات السياسية المعقدة التي يشهدها المشهد الإسرائيلي. يواجه نتنياهو صعوبات متزايدة في تشكيل حكومة مستقرة، وتتزايد الدعوات إلى إجراء انتخابات مبكرة. يرى البعض أن طلب العفو الرئاسي هو محاولة يائسة من نتنياهو للبقاء في السلطة، وتجنب الإدانة الجنائية التي قد تنهي مسيرته السياسية.
موقف الرئاسة الإسرائيلية
لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الرئاسة الإسرائيلية بشأن طلب العفو الرئاسي. من المتوقع أن يقوم الرئيس إسحاق هرتسوغ بدراسة الطلب بعناية، قبل اتخاذ أي قرار. يواجه الرئيس معضلة صعبة، حيث أن أي قرار سيثير جدلاً واسعًا، ويؤثر على الاستقرار السياسي في إسرائيل.
تداعيات محتملة
- استمرار الأزمة السياسية: قد يؤدي رفض طلب العفو الرئاسي إلى تفاقم الأزمة السياسية في إسرائيل، وزيادة الضغوط على نتنياهو للاستقالة.
- تأثير على الثقة في المؤسسات: قد يؤدي الموافقة على طلب العفو الرئاسي إلى تقويض الثقة في المؤسسات القضائية، وإثارة الشكوك حول نزاهة النظام السياسي.
- تأثير على العلاقات الخارجية: قد يؤثر هذا الأمر على صورة إسرائيل على الصعيد الدولي، ويثير تساؤلات حول التزامها بسيادة القانون.
في الختام، يمثل طلب العفو الرئاسي المقدم من نتنياهو نقطة تحول حاسمة في المشهد السياسي الإسرائيلي. سيكون للقرار النهائي الذي سيتخذه الرئيس هرتسوغ تداعيات بعيدة المدى على مستقبل إسرائيل، وعلاقاتها الداخلية والخارجية.