نتنياهو يتحدى التهديدات ويصر على زيارة نيويورك
في خطوة تحمل في طياتها تحديًا صريحًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه المضي قدمًا في زيارته المقررة إلى نيويورك، وذلك على الرغم من التهديدات الصادرة عن رئيس بلدية نيويورك الجديد، زهران ممداني، بتوقيفه بناءً على مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. هذا الإعلان يضع إدارة بايدن في موقف حرج، ويُشعل فتيل التوتر بين إسرائيل وبعض الدوائر السياسية الأمريكية.
خلفية التهديدات ومذكرة الاعتقال
تأتي تهديدات ممداني في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تعترف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية على مواطنيها، إلا أن ممداني، وهو ديمقراطي تقدمي، يرى أن لديه التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا بتنفيذ مذكرة الاعتقال إذا وصل نتنياهو إلى نيويورك.
ردود الفعل الإسرائيلية
أثارت هذه التهديدات غضبًا واسعًا في إسرائيل. وصف نتنياهو التهديدات بأنها “شائنة” و”غير مقبولة”، مؤكدًا أنه لن يسمح لأي شخص بإملاء شروط زيارته إلى الولايات المتحدة. كما انتقد العديد من المسؤولين الإسرائيليين ممداني، واتهموه بالتحيز ضد إسرائيل والانصياع لضغوط معادية.
الموقف الأمريكي المعقد
تجد إدارة بايدن نفسها في موقف صعب. فمن جهة، تسعى الإدارة إلى الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، تحترم استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، على الرغم من اختلافها معها في بعض القضايا. وحتى الآن، لم تصدر الإدارة الأمريكية بيانًا واضحًا بشأن التهديدات التي أطلقها ممداني، مما يثير تساؤلات حول موقفها الحقيقي من هذه القضية.
تحليل وتوقعات
من المرجح أن تؤدي زيارة نتنياهو إلى نيويورك إلى مزيد من التصعيد في التوتر بين إسرائيل وبعض الدوائر السياسية الأمريكية. قد يضطر ممداني إلى اتخاذ قرار صعب بشأن تنفيذ مذكرة الاعتقال، وهو قرار قد يكون له تداعيات سياسية وقانونية كبيرة.
- سيناريو محتمل: قد تسعى الإدارة الأمريكية إلى التوسط بين الطرفين لإيجاد حل يجنب المواجهة المباشرة.
- تأثير على العلاقات: قد تؤثر هذه القضية سلبًا على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة إذا قرر ممداني توقيف نتنياهو.
- الرسالة السياسية: زيارة نتنياهو، حتى لو تمت في ظل التهديدات، تحمل رسالة سياسية قوية مفادها أنه لن يخضع للضغوط الخارجية.
يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث في الأيام القادمة، ولكن من الواضح أن هذه القضية ستظل في صدارة عناوين الأخبار لفترة طويلة.