“إيغاد” تدعو “تأسيس” للمشاركة في حوار مدني سوداني

إيغاد تسعى لضم “تأسيس” إلى حوار سوداني شامل

في تطور لافت قد يغير مسار الأزمة السودانية، كشفت مصادر عن جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها الهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيغاد” لإقناع تحالف “تأسيس” بالمشاركة في حوار مدني سوداني شامل. يأتي هذا التحرك في ظل استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتصاعد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد.

“تأسيس” وقوة النفوذ في دارفور وكردفان

تحالف “تأسيس”، الذي يسيطر حاليًا على إقليم دارفور وأجزاء واسعة من ولاية كردفان غرب السودان، يمثل قوة فاعلة على الأرض لا يمكن تجاهلها في أي عملية سلام مستقبلية. سيطرة هذا التحالف على مناطق استراتيجية وغنية بالموارد تمنحه نفوذًا كبيرًا، وتجعله طرفًا أساسيًا في أي حل سياسي شامل. الاجتماعات التشاورية التي دعت إليها إيغاد، والتي ستعقد في جيبوتي خلال الفترة من السادس عشر وحتى الثامن عشر من ديسمبر، تهدف إلى جمع مختلف القوى السياسية السودانية، بما في ذلك “تأسيس”، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة.

جهود إيغاد والاتحاد الإفريقي

هذه الدعوة تأتي في إطار جهود مشتركة بين إيغاد والاتحاد الإفريقي لإنهاء الأزمة السودانية. إيغاد، المعروفة بدورها الإقليمي في الوساطة وحل النزاعات، تسعى إلى تفعيل دورها في السودان من خلال جمع الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار. الهدف الرئيسي هو إيجاد حل سياسي يضمن استقرار السودان ويحمي مصالح جميع مكوناته.

تحديات أمام الحوار

على الرغم من أهمية هذه الخطوة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية الحوار. من بين هذه التحديات:

  • الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لديهما رؤيتان مختلفتان حول مستقبل السودان، مما يجعل التوصل إلى اتفاق صعبًا.
  • التعقيدات الإقليمية: الأزمة السودانية لها تداعيات إقليمية، حيث تتنافس دول الجوار على النفوذ في السودان.
  • الموقف المتغير لـ “تأسيس”: لا يزال موقف “تأسيس” من المشاركة في الحوار غير واضح تمامًا، وقد يشترطون تحقيق مكاسب سياسية معينة قبل الانخراط في العملية.

آفاق مستقبلية

مشاركة “تأسيس” في الحوار المدني الذي تدعو إليه إيغاد قد تمثل نقطة تحول في الأزمة السودانية. إذا تمكنت إيغاد والاتحاد الإفريقي من إقناع جميع الأطراف بالمشاركة في الحوار، فقد يفتح ذلك الباب أمام التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى السودان. ومع ذلك، فإن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة وتعاونًا إقليميًا ودوليًا.

Scroll to Top