صراعات داخلية تكشف خبايا الإخوان في أوروبا
لم تعد جماعة الإخوان المسلمين بمنأى عن الانقسامات الداخلية التي تعصف بصفوفها في السنوات الأخيرة، بل امتدت هذه الخلافات لتشمل حتى تنظيمها في أوروبا، الذي لطالما اعتُبر واجهةً للجماعة في الغرب. فبعد حالة التشظي التي ألمت بالجماعة الأم، والتي تجسدت في ثلاث جبهات متصارعة – لندن وإسطنبول والمكتب العام – برز خلاف جديد، وإن كان أقل علنية، بين قيادات بارزة في جبهة لندن، يتعلق بالسيطرة على شبكة الجماعة في القارة الأوروبية.
خلافات على النفوذ والتمويل
الخلاف، الذي لم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام الإعلامي، يدور حول من يمسك بزمام الأمور في أوروبا، وهو ما يترجم إلى سيطرة على الموارد المالية والشبكات التنظيمية. فالسيطرة على أوروبا تعني القدرة على التأثير في الرأي العام الغربي، وتقديم صورة معينة عن الجماعة، بالإضافة إلى جمع التبرعات وتوجيهها نحو الأهداف التي تضعها القيادة. تشير مصادر إلى أن الصراع يتمحور حول صلاح عبد الحق، المقرب من القيادة في لندن، وشخصية أخرى لم يتم الكشف عن هويتها بشكل كامل، حيث يتنافسان على النفوذ داخل التنظيم الأوروبي.
أوروبا: ساحة تنافس إخوانية
لطالما كانت أوروبا أرضًا خصبة لأنشطة الإخوان، حيث استطاعوا تأسيس شبكات واسعة من المؤسسات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية. هذه الشبكات لا تقتصر على الجانب الدعوي، بل تمتد لتشمل مجالات التعليم والإغاثة والعمل الخيري، مما يمنح الجماعة حضورًا قويًا في المجتمعات الأوروبية. الآن، يبدو أن هذا الحضور القوي أصبح محورًا للصراع الداخلي، حيث يسعى كل طرف إلى تأمين ولاء هذه الشبكات لنفسه.
تداعيات محتملة على المشهد الأوروبي
هذه الانقسامات الداخلية قد يكون لها تداعيات سلبية على الجماعة في أوروبا، وقد تؤدي إلى إضعاف نفوذها وتقويض مصداقيتها. كما أنها قد تثير تساؤلات لدى الحكومات الأوروبية حول طبيعة أنشطة الجماعة، ومدى التزامها بالقوانين والأنظمة المحلية. من المرجح أن تزيد هذه الخلافات من التدقيق الأمني في أنشطة الجماعة، وقد تؤدي إلى فرض قيود جديدة على حركتها وتمويلها.
- تأثير الانقسامات على صورة الجماعة: قد يؤدي الصراع الداخلي إلى تشويه صورة الإخوان في أوروبا، وإظهارهم كجماعة متصارعة وغير قادرة على التوحد.
- زيادة التدقيق الأمني: من المتوقع أن تزيد الحكومات الأوروبية من مراقبة أنشطة الجماعة، خشية أن تستغل هذه الانقسامات لزعزعة الاستقرار.
- تأثير على التمويل: قد يؤدي الصراع على السيطرة على الموارد المالية إلى تقليص التمويل المتاح للجماعة في أوروبا.
في ظل هذه التطورات، يراقب المراقبون عن كثب مسار الصراع الداخلي في جماعة الإخوان، وتداعياته المحتملة على المشهد السياسي في أوروبا. ويبدو أن الجماعة تواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على وحدتها وتماسكها، في ظل تصاعد الخلافات الداخلية وتزايد الضغوط الخارجية.