“أكسيوس”: ترامب يضغط على إسرائيل للتهدئة مع سوريا

ترامب يطلب من نتنياهو “التهدئة” في سوريا: ما وراء الضغط الأمريكي؟

في تطور لافت، كشف موقع “أكسيوس” عن تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يهدف إلى تخفيف التوتر المتصاعد بين إسرائيل وسوريا. الطلب، الذي وجهه ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدعو إلى “التهدئة” فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية. هذا التدخل يطرح تساؤلات حول الدوافع الأمريكية، والتأثير المحتمل على التوازنات الإقليمية المعقدة.

سياق متصاعد: الضربات الإسرائيلية في سوريا

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهداف داخل سوريا، معلنةً أنها تستهدف مواقع تابعة لميليشيات موالية لإيران، وتسعى لمنع تهريب الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ، إلى حزب الله اللبناني. تزايدت هذه الغارات في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتزايد النفوذ الإيراني في المنطقة. دمشق، من جانبها، تتهم إسرائيل بانتهاك سيادتها، وتدعو إلى وقف هذه الغارات.

لماذا يضغط ترامب على إسرائيل؟

الضغط الأمريكي على إسرائيل لا يأتي من فراغ. عدة عوامل قد تكون دفعت ترامب إلى هذا التحرك:

  • تجنب التصعيد الإقليمي: قد يخشى ترامب أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة إلى تصعيد غير محسوب، قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع، خاصةً مع وجود قوات أمريكية وإيرانية في سوريا.
  • التركيز على الانتخابات الرئاسية: مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يسعى ترامب إلى تجنب أي أزمة خارجية قد تؤثر على فرصته في الفوز بولاية ثانية.
  • المفاوضات مع إيران: على الرغم من سياسة “الضغط الأقصى” التي اتبعتها إدارته ضد إيران، إلا أن هناك تلميحات متزايدة عن رغبة في فتح قنوات للحوار. قد يرى ترامب أن تخفيف التوترات في سوريا يمكن أن يساهم في خلق بيئة أكثر ملاءمة للمفاوضات.
  • علاقات مع روسيا: روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، قد تكون مارست ضغوطًا على الولايات المتحدة لوقف الغارات الإسرائيلية، في إطار محاولات لتخفيف التوترات في سوريا.

تداعيات محتملة

الطلب الأمريكي قد يضع نتنياهو في موقف صعب. فمن جهة، إسرائيل تعتبر الأمن القومي أولوية قصوى، وترى في العمليات العسكرية في سوريا ضرورة لحماية مصالحها. ومن جهة أخرى، إسرائيل لا تستطيع تجاهل طلبات حليفها الاستراتيجي، الولايات المتحدة. قد يؤدي هذا إلى تعديل إسرائيل لاستراتيجيتها في سوريا، والتركيز على عمليات أكثر دقة، أو الاعتماد على قنوات دبلوماسية لحل المشاكل.

يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح جهود ترامب في تهدئة الوضع في سوريا؟ الإجابة على هذا السؤال ستعتمد على مدى استعداد جميع الأطراف المعنية لتقديم تنازلات، والالتزام بضبط النفس، وتجنب أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي الهش.

Scroll to Top