تصعيد إسرائيلي مرتقب على الحدود اللبنانية: هل نشهد جولة جديدة من القتال؟
تتصاعد التوترات على الجبهة الشمالية لإسرائيل، مع تحذيرات إسرائيلية متزايدة من أنها تستعد لتصعيد عسكري “لا مفر منه” في لبنان. يأتي هذا التحذير في ظل تقارير عن تعزيز “حزب الله” لقدراته العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا يتطلب ردًا حاسمًا.
ما الذي أثار هذا التصعيد؟
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل ترى في تعزيز “حزب الله” لقوته في لبنان، بما في ذلك الحصول على أسلحة جديدة وتطوير البنية التحتية العسكرية، تجاوزًا للخطوط الحمراء. لم تذكر الهيئة تفاصيل محددة حول طبيعة هذه الأسلحة أو التطورات، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل تعتبر هذا الأمر بمثابة تغيير في قواعد الاشتباك يتطلب رد فعلًا.
سيناريوهات محتملة للتصعيد
الحديث عن “تصعيد لا مفر منه” يثير تساؤلات حول طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل. تشمل السيناريوهات المطروحة:
- ضربات جوية مكثفة: قد تلجأ إسرائيل إلى شن غارات جوية واسعة النطاق تستهدف مواقع “حزب الله” في لبنان، بما في ذلك المستودعات والمراكز التدريبية والبنية التحتية.
- عمليات برية محدودة: لا يستبعد البعض احتمال شن عمليات برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية، بهدف استهداف مواقع محددة أو تعطيل قدرات “حزب الله”.
- حصار مشدد: قد تفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على لبنان، بهدف الضغط على “حزب الله” وتقييد قدرته على الحصول على الأسلحة والموارد.
السياق الإقليمي وتأثيره
يأتي هذا التصعيد في سياق إقليمي مضطرب، مع استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران، الحليف الرئيسي لـ “حزب الله”. كما أن الوضع في سوريا، حيث يمتلك “حزب الله” وجودًا عسكريًا، يلعب دورًا في تعقيد المشهد. أي تصعيد في لبنان قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع، مع احتمال تدخل أطراف أخرى.
تداعيات محتملة على لبنان
سيكون لبنان هو الطرف الأكثر تضررًا من أي تصعيد عسكري. البلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية حادة وأزمة سياسية مستمرة، وأي حرب جديدة ستدمر البنية التحتية وتزيد من معاناة الشعب اللبناني. كما أن التصعيد قد يؤدي إلى نزوح جماعي للسكان وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
جهود التهدئة
على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية، هناك جهود دبلوماسية جارية لتهدئة التوترات. تشارك عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، في محاولة التوسط بين إسرائيل ولبنان، بهدف منع التصعيد وتجنب حرب جديدة. لكن حتى الآن، لم تحقق هذه الجهود تقدمًا ملموسًا.
الموقف الحالي دقيق للغاية ويتطلب حذرًا شديدًا من جميع الأطراف. أي خطأ في التقدير أو تصعيد غير محسوب قد يجر المنطقة إلى صراع مدمر.