نتنياهو يربط الاستقرار الإقليمي بمنطقة عازلة سورية واسعة
في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شرطاً جديداً لتحقيق الاستقرار على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة السورية دمشق وصولاً إلى المنطقة العازلة القائمة في الجولان. هذا الإعلان، الذي أثار جدلاً واسعاً، يمثل تصعيداً في المطالب الإسرائيلية تجاه سوريا، ويطرح تساؤلات حول مدى واقعية تنفيذه وتداعياته المحتملة.
ماذا يعني هذا الشرط الإسرائيلي؟
لم يوضح نتنياهو بشكل كامل تفاصيل المنطقة المنزوعة السلاح المقترحة، لكنه أشار إلى أن الهدف منها هو منع أي تهديد أمني لإسرائيل ينطلق من الأراضي السورية. يأتي هذا الطلب في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، وتواجد فصائل مسلحة مدعومة من جهات خارجية، بما في ذلك إيران، والتي تعتبرها إسرائيل مصدراً رئيسياً للتهديد.
المنطقة العازلة الحالية في الجولان، والتي تسيطر عليها إسرائيل، تم إنشاؤها في أعقاب حرب 1967، وتخضع لرقابة أمنية مشددة. توسيع هذه المنطقة لتشمل دمشق يمثل تحدياً لوجستياً وسياسياً كبيراً، ويتطلب تعاوناً سوريا وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة.
السياق الإقليمي والتوترات المتصاعدة
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات، خاصةً مع استمرار الصراع في سوريا، وتزايد النفوذ الإيراني في المنطقة. إسرائيل تعتبر إيران خصماً رئيسياً لها، وتخشى من أن تستخدم الأراضي السورية كمنصة لشن هجمات ضدها.
- الضربات الإسرائيلية المتكررة: شنت إسرائيل في السنوات الأخيرة سلسلة من الضربات الجوية على أهداف داخل سوريا، تستهدف بشكل رئيسي مواقع إيرانية ومجموعات مسلحة موالية لها.
- الوضع الإنساني في سوريا: تدهور الوضع الإنساني في سوريا يزيد من تعقيد المشهد، ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم نحو الاستقرار.
- الدور الروسي: الدور الروسي في سوريا يعتبر عاملاً حاسماً في أي حل سياسي أو أمني، وقد يكون من الصعب على إسرائيل تحقيق مطالبها دون التنسيق مع روسيا.
تحليل وتوقعات
من غير المرجح أن توافق الحكومة السورية على مطالب نتنياهو، خاصةً وأن ذلك يمثل انتهاكاً لسيادتها. كما أن تنفيذ مثل هذه المنطقة المنزوعة السلاح يتطلب قوة عسكرية كبيرة، وقد يؤدي إلى مواجهات مباشرة بين إسرائيل وسوريا أو الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
قد تسعى إسرائيل إلى الضغط على روسيا للعب دور الوسيط في هذا الملف، أو قد تلجأ إلى خطوات أحادية الجانب لتعزيز أمنها على الحدود الشمالية. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه المطالب الإسرائيلية تهدف إلى تحقيق مكاسب أمنية حقيقية، أم أنها مجرد محاولة لزيادة الضغط على سوريا وإيران.
في النهاية، يظل مستقبل المنطقة معلقاً على التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، وعلى قدرة الأطراف المعنية على إيجاد حلول دبلوماسية تضمن الاستقرار والأمن للجميع.