تحركات مكثفة لقائد “أفريكوم” تثير تساؤلات حول مستقبل السودان
في تطور لافت، كثّف الجنرال داغفين أندرسون، القائد الجديد للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، من تحركاته الميدانية والدبلوماسية خلال الأسبوع الماضي، مما أثار موجة من التكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيارات المتتالية. يرى مراقبون أن هذه التحركات ليست مجرد إجراءات روتينية، بل تعكس قلقًا أمريكيًا وعالميًا متزايدًا بشأن التداعيات الخطيرة للحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
السودان: نقطة ضعف استراتيجية
لم يعد السودان مجرد دولة تعاني من صراع داخلي، بل تحول إلى نقطة ضعف استراتيجية تهدد الأمن الإقليمي والدولي. فالصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يؤدِ فقط إلى كارثة إنسانية مروعة، بل فتح الباب أمام سيناريوهات مقلقة تتعلق بأمن البحر الأحمر، وهو ممر حيوي للتجارة العالمية.
يشير المحللون إلى أن استمرار الفوضى في السودان قد يسمح للجماعات الإرهابية بتمديد نفوذها في المنطقة، مستغلةً حالة عدم الاستقرار وغياب سلطة مركزية قوية. وهذا يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بالإضافة إلى تهديدًا للأمن البحري.
أبعاد القلق الأمريكي
تتجاوز مخاوف الولايات المتحدة مجرد منع تمدد الجماعات الإرهابية. فالصراع في السودان يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويعرقل مساعي التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. كما أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تدفقات جديدة من اللاجئين، مما يزيد الضغط على الدول المجاورة ويهدد استقرارها.
- البحر الأحمر: أهمية استراتيجية كبرى للتجارة العالمية.
- مكافحة الإرهاب: الخوف من استغلال الجماعات الإرهابية للفوضى.
- الاستقرار الإقليمي: تأثير الحرب على جهود السلام والتطبيع.
ماذا يمكن أن تفعل “أفريكوم”؟
لا تزال طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه “أفريكوم” في السودان غير واضحة تمامًا. من غير المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر، لكنها قد تسعى إلى تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للجهات الفاعلة التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار. كما يمكن أن تلعب “أفريكوم” دورًا في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة عن الصراع.
في النهاية، يبقى مستقبل السودان معلقًا على نتائج المفاوضات الجارية بين الأطراف المتنازعة. لكن تحركات قائد “أفريكوم” تؤكد أن الولايات المتحدة تولي هذا الصراع اهتمامًا بالغًا، وتخشى من تداعياته المحتملة على الأمن الإقليمي والدولي.