السودان على مفترق طرق: هل تتجه الأزمة نحو حرب استنزاف طويلة الأمد؟
الخوف يتزايد يوماً بعد يوم من سيناريو قاتم يلوح في الأفق بالنسبة للسودان، حيث يخشى المراقبون من انزلاق البلاد إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تتجاوز نطاق الاشتباكات المباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. لم يعد الأمر مجرد صراع على السلطة، بل بات تهديداً حقيقياً للاستقرار الإقليمي، مع تداعيات إنسانية واقتصادية كارثية.
توسع دائرة المخاوف الدولية
لم تعد المخاوف مقتصرة على السودان وجيرانه، بل امتدت لتشمل المجتمع الدولي بأكمله. تتزايد التحذيرات من احتمال خروج الصراع عن السيطرة، وتوسعه ليشمل مناطق أوسع، خاصةً مع التدخلات الخارجية المحتملة ودعم الأطراف المتنازعة من قوى إقليمية ودولية. هذا التدخل الخارجي، وإن كان يهدف ظاهرياً إلى تحقيق الاستقرار، قد يؤدي في الواقع إلى تأجيج الصراع وتعميقه.
فشل الهدنات وتلاشي الاهتمام العالمي
تتوالى الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة دائمة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكنها تصطدم بواقع ميداني معقد، وتضارب مصالح الأطراف المتنازعة. فشل هذه الهدنات المتكررة يثير قلقاً بالغاً، حيث يخشى المراقبون من أن يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، وزيادة عدد الضحايا والنازحين. الأكثر إثارة للقلق هو احتمال أن تتلاشى الأزمة السودانية من جدول اهتمامات المجتمع الدولي، مع انشغال العالم بقضايا أخرى ملحة. هذا التهميش قد يمنح الأطراف المتنازعة ضوءاً أخضر لمواصلة القتال، دون أي ضغوط حقيقية للتوصل إلى حل سلمي.
تداعيات كارثية على السودان والمنطقة
إن استمرار الصراع في السودان سيؤدي إلى تداعيات كارثية على جميع المستويات. على الصعيد الإنساني، سيواجه الملايين من السودانيين خطر المجاعة والمرض والنزوح. على الصعيد الاقتصادي، ستتعطل حركة التجارة والاستثمار، وستتدهور البنية التحتية. على الصعيد الأمني، ستصبح السودان بؤرة لعدم الاستقرار، وملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة والإرهابية. هذه التداعيات لن تقتصر على السودان، بل ستمتد لتشمل دول الجوار، وتهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
سيناريوهات محتملة للمستقبل
- سيناريو الاستنزاف الطويل الأمد: استمرار الاشتباكات المتقطعة، مع عدم تحقيق أي من الطرفين تقدماً حاسماً.
- سيناريو التصعيد الإقليمي: تدخل قوى إقليمية بشكل مباشر في الصراع، مما يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب.
- سيناريو الحل السياسي: التوصل إلى اتفاق سياسي شامل بين الأطراف المتنازعة، يضمن تقاسم السلطة والثروة.
يبقى الأمل معلقاً على الجهود الدبلوماسية، والضغط الدولي، وإرادة السودانيين في تحقيق السلام والاستقرار. لكن الوقت ينفد، والمخاطر تتزايد، والسودان يقف على حافة الهاوية.