نتنياهو يوجه رسالة لسوريا.. ويكشف أسرار “زيارة الجنوب”

نتنياهو يمد يدًا لدمشق: تفاهمات أمنية في الأفق؟

في تحول لافت وغير متوقع، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارة دبلوماسية مفاجئة إلى سوريا، معتبرًا أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يتطلب، في الواقع، تعاونًا أمنيًا بين تل أبيب ودمشق. يأتي هذا التصريح في ظل توترات مستمرة في المنطقة، وتحديدًا على الحدود بين البلدين، ويطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الرسالة، وما إذا كانت تمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الإسرائيلية.

“زيارة الجنوب” وما ورائها

لم يوضح نتنياهو بشكل مباشر ما هي “أسرار زيارة الجنوب” التي أشار إليها في العنوان، لكن المراقبين يعتقدون أنها تتعلق بتطورات ميدانية في الجولان المحتل، وربما نشاطات عسكرية أو استخباراتية إسرائيلية تستهدف مواقع يُزعم أنها تابعة لميليشيات موالية لإيران في المنطقة. الرسالة، وفقًا لتحليلات سياسية، قد تكون محاولة لإرسال رسالة غير مباشرة لطهران عبر دمشق، مفادها أن إسرائيل لن تتسامح مع أي تهديد أمني ينطلق من الأراضي السورية.

لماذا الآن؟ السياق الإقليمي المتغير

تأتي هذه الدعوة للتفاهمات الأمنية في وقت تشهد فيه سوريا وضعًا معقدًا، مع استمرار الحرب الأهلية وتدخل أطراف إقليمية ودولية متعددة. كما أن المنطقة بأكملها تشهد تحولات جيوسياسية كبيرة، بما في ذلك محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وتصاعد التوتر مع إيران. قد يكون نتنياهو يسعى إلى استغلال هذه الديناميكيات الجديدة لتعزيز الأمن الإسرائيلي، وتقليل التهديدات المحتملة.

مخاطر وفرص

  • المخاطر: أي تفاهمات أمنية مع سوريا قد تثير انتقادات داخلية في إسرائيل، خاصة من اليمين المتطرف الذي يرفض أي اعتراف أو تعامل مع نظام بشار الأسد. كما أن تحقيق مثل هذه التفاهمات على أرض الواقع قد يكون صعبًا للغاية، نظرًا للتعقيدات السياسية والعسكرية في سوريا.
  • الفرص: إذا تمكنت إسرائيل وسوريا من التوصل إلى تفاهمات أمنية، فقد يؤدي ذلك إلى خفض التصعيد على الحدود، ومنع المزيد من التصعيدات الخطيرة. كما قد يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتقليل نفوذ إيران في المنطقة.

ردود الفعل المتوقعة

من المتوقع أن تثير تصريحات نتنياهو ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإقليمية. من المرجح أن ترحب بعض الدول العربية، التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، بهذه الدعوة. في المقابل، قد تعبر إيران عن رفضها القاطع لأي تعاون أمني بين إسرائيل وسوريا. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت دمشق ستستجيب لهذه الرسالة، وما هي الشروط التي قد تضعها مقابل أي تفاهمات أمنية مع إسرائيل.

في الختام، يمثل تصريح نتنياهو تطورًا مثيرًا للاهتمام يستحق المتابعة الدقيقة. سواء كانت هذه الرسالة مجرد مناورة دبلوماسية، أو بداية لتحول استراتيجي حقيقي، فإنها تعكس حقيقة أن المنطقة تشهد تغييرات عميقة، وأن البحث عن حلول جديدة للأزمات المستمرة أصبح ضرورة ملحة.

Scroll to Top