ضربة إسرائيلية في قلب الضاحية: اغتيال الطبطبائي يثير تساؤلات حول الأمن اللبناني
هزّت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ليلة أمس عملية اغتيال دقيقة استهدفت هيثم علي الطبطبائي، القيادي البارز في الحزب والمعروف بأنه الرجل الثاني فيه. هذه الضربة، التي تُتهم إسرائيل بالوقوف خلفها، لم تقتصر على خسارة قيادية لحزب الله، بل فتحت على مصراعيها ملف الثغرات الأمنية في “الدوائر المحصنة” وأعادت المشهد الأمني في لبنان إلى نقطة تصعيد جديدة.
من هو هيثم الطبطبائي وأهمية اغتياله؟
هيثم الطبطبائي لم يكن مجرد اسم في هيكل حزب الله، بل كان مسؤولاً رئيسياً عن الملف الأمني والعسكري للحزب، وله دور محوري في التنسيق مع الفصائل الفلسطينية في المنطقة. اغتياله يُعدّ ضربة استخباراتية كبيرة، ويُظهر قدرة إسرائيل على اختراق المناطق الأكثر تحصيناً في لبنان. هذا النجاح الإسرائيلي يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية قيادات الحزب، ويضع علامات استفهام حول مصادر المعلومات التي اعتمدت عليها إسرائيل لتنفيذ هذه العملية.
تداعيات محتملة على الساحة اللبنانية والإقليمية
الرد على هذا الاغتيال يمثل تحدياً كبيراً لحزب الله. أي تصعيد مباشر قد يؤدي إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهو سيناريو تسعى الأطراف المعنية لتجنبه. لكن الصمت قد يُفسّر على أنه ضعف، وهو أمر لا يقبله الحزب. من المتوقع أن يشهد لبنان حالة من التوتر الشديد في الأيام القادمة، مع احتمال وقوع اشتباكات حدودية أو عمليات انتقامية محدودة.
- تصاعد التوتر الداخلي: قد يؤدي الاغتيال إلى تفاقم الانقسامات السياسية والطائفية في لبنان، وزيادة الضغوط على الحكومة.
- تأثير إقليمي: قد يشجع هذا الاغتيال قوى أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
- إعادة تقييم أمني: من المرجح أن يقوم حزب الله بإعادة تقييم شاملة لإجراءاته الأمنية، وتعزيز حماية قياداته.
“الدوائر المحصنة” تحت المجهر
لطالما اشتهرت الضاحية الجنوبية بأنها منطقة عصية على الاختراق، بفضل الإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها حزب الله. لكن عملية اغتيال الطبطبائي كشفت عن وجود ثغرات في هذه “الدوائر المحصنة”، وأثارت تساؤلات حول مدى قدرة الحزب على حماية نفسه من العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية. هل اعتمد الحزب على معلومات خاطئة؟ هل كان هناك تعاون داخلي؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات، وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في هيكل الأمن في الضاحية.
في ظل هذه التطورات، يواجه لبنان تحدياً أمنياً وسياسياً كبيراً. من الضروري على جميع الأطراف المعنية التحلي بالمسؤولية والعمل على احتواء الأزمة، وتجنب أي تصعيد قد يهدد الاستقرار في لبنان والمنطقة.