لهيب يلتهم ذاكرة الفن: حريق ضخم يضرب ستوديو مصر
شهدت منطقة الهرم في القاهرة، مساء الخميس، كارثة فنية وثقافية، حيث اندلع حريق هائل في ستوديو مصر، الصرح السينمائي العريق الذي شهد ولادة العديد من الأعمال الفنية الخالدة. تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف إلى عنان السماء، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين سكان المنطقة والعاملين في صناعة السينما.
تفاصيل الحادث وما زال التحقيق جارياً
بدأت الحادثة، وفقًا للتقارير الأولية، في أحد أجزاء الستوديو، وسرعان ما امتدت النيران إلى مناطق أخرى بسبب طبيعة المباني القديمة واحتوائها على مواد قابلة للاشتعال. هرعت فرق الإطفاء إلى موقع الحادث، وبذلت جهودًا مضنية للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة. لا تزال أسباب الحريق غير واضحة حتى الآن، وتجري السلطات تحقيقات مكثفة لتحديد السبب الرئيسي وراء الكارثة، وما إذا كان هناك أي شبهة جنائية.
ستوديو مصر.. تاريخ من الإبداع في خطر
ستوديو مصر ليس مجرد مبنى، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ السينما المصرية والعربية. تأسس في ثلاثينيات القرن الماضي، وشهد إنتاج مئات الأفلام التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة الأجيال. استضاف الستوديو كبار نجوم السينما والمخرجين، وكان بمثابة مدرسة فنية أخرجت العديد من المواهب. الآن، يواجه هذا الصرح العريق خطرًا حقيقيًا، حيث تسببت النيران في أضرار جسيمة في المباني والمعدات والأرشيف الفني.
تداعيات الحريق على صناعة السينما
يثير هذا الحريق تساؤلات حول مستقبل صناعة السينما في مصر، وحماية التراث الفني والثقافي. فقدان ستوديو مصر، أو جزء كبير منه، يمثل خسارة فادحة لصناعة السينما، ويؤثر على القدرة على إنتاج الأفلام والمسلسلات. كما يطرح الحادث ضرورة إعادة النظر في إجراءات السلامة في الاستوديوهات السينمائية، وتحديث البنية التحتية للمباني القديمة.
- الخسائر المادية: لم يتم حتى الآن تقدير الخسائر المادية بشكل دقيق، ولكن من المتوقع أن تكون كبيرة جدًا.
- الخسائر الفنية: تضمنت الخسائر الفنية تدمير جزء من الأرشيف الفني للستوديو، والذي يحتوي على أفلام ومستندات ووثائق تاريخية.
- تأثير على الإنتاج: من المرجح أن يؤدي الحريق إلى توقف العديد من المشاريع السينمائية والتلفزيونية التي كانت قيد التنفيذ في الستوديو.
دعوات للحفاظ على التراث السينمائي
أثار الحريق موجة من التعاطف والاستياء في الأوساط الفنية والثقافية. وطالب العديد من الفنانين والمثقفين بضرورة التدخل العاجل للحفاظ على ما تبقى من ستوديو مصر، وإعادة بنائه وتأهيله. كما دعوا إلى تخصيص ميزانية كافية لحماية التراث السينمائي المصري، وتحديث البنية التحتية للاستوديوهات السينمائية.