هل تضع “مهل نتنياهو” المنطقة على حافة الهاوية؟
تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط بشكل مقلق، مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مهل زمنية محددة لنزع سلاح حماس في غزة وحزب الله في لبنان. هذا النهج، الذي يوصف بـ “سياسة المهل”، يثير مخاوف واسعة النطاق من انزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية شاملة، ويطرح تساؤلات حول جدوى هذا التكتيك وقدرته على تحقيق الأهداف المعلنة.
تهديدات متصاعدة وتداعيات محتملة
لم تكن تصريحات نتنياهو مفاجئة بالكامل، فإسرائيل طالما أعربت عن قلقها العميق بشأن ترسانة الأسلحة التي تمتلكها حماس وحزب الله، وتأثيرها على الأمن القومي الإسرائيلي. لكن تحديد مهل زمنية صارمة، وربطها بتهديد صريح بعملية عسكرية، يمثل تصعيداً خطيراً في لهجة الخطاب، ويقلل من فرص التوصل إلى حلول دبلوماسية.
التهديد بتنفيذ عملية عسكرية في لبنان، على وجه الخصوص، يثير قلقاً بالغاً. فالصراع بين إسرائيل وحزب الله له تاريخ طويل ومعقد، وأي مواجهة جديدة قد تتجاوز الحدود اللبنانية وتجر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة. كما أن التدخل الإيراني المحتمل، باعتبارها الداعم الرئيسي لحزب الله، يزيد من تعقيد المشهد ويجعل أي حل سلمي أكثر صعوبة.
“سياسة المهل”: تكتيك أم مغامرة؟
يرى بعض المحللين أن “سياسة المهل” هي محاولة من نتنياهو للضغط على حماس وحزب الله، وإجبارهما على التخلي عن أسلحتهما أو على الأقل تقليل قدراتها العسكرية. ويعتقدون أن هذا التكتيك قد يكون فعالاً إذا تم دعمه بتهديد عسكري موثوق به، وبدعم دولي قوي.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه السياسة هي مغامرة خطيرة، وأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية. ويشيرون إلى أن حماس وحزب الله قد يرفضان الاستجابة للمهل الإسرائيلية، وأن أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى تصعيد سريع وغير متوقع، مع خسائر فادحة على كلا الجانبين. كما أن هذه العملية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتفاقم الأزمات الإنسانية القائمة.
ما هي الخيارات المتاحة؟
في ظل هذه التطورات المقلقة، يبدو أن الخيارات المتاحة محدودة. من ناحية، يمكن لإسرائيل أن تواصل الضغط العسكري والدبلوماسي على حماس وحزب الله، مع الاستعداد لسيناريو المواجهة العسكرية. ومن ناحية أخرى، يمكنها أن تسعى إلى إيجاد حلول دبلوماسية، من خلال التفاوض مع الأطراف المعنية، وبدعم من المجتمع الدولي.
- الدبلوماسية المكثفة: إشراك مصر وقطر والأمم المتحدة في وساطة فعالة.
- تخفيف الحصار: تحسين الظروف المعيشية في غزة كجزء من جهود بناء الثقة.
- ضمانات دولية: الحصول على ضمانات دولية بشأن نزع سلاح حزب الله.
يبقى السؤال الأهم هو: هل ستنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها من خلال “سياسة المهل”؟ أم أنها ستدفع المنطقة نحو حافة الهاوية؟ الإجابة على هذا السؤال ستتحدد في الأيام والأسابيع القادمة، وستكون لها تداعيات بعيدة المدى على مستقبل الشرق الأوسط.