روسيا تشتد قبضتها على “واتساب”: هل نشهد حظرًا وشيكًا؟
في خطوة تصعيدية تثير قلق مستخدمي الإنترنت في روسيا وخارجها، أعلنت السلطات الروسية عن فرض قيود جديدة على تطبيق المراسلة الشهير “واتساب”، مع التهديد الصريح بحظر كامل للتطبيق إذا لم يلتزم بالقواعد واللوائح المحلية. يأتي هذا الإجراء في سياق متصاعد من الضغوط على منصات التواصل الاجتماعي الغربية، وتأكيدًا على سعي موسكو لتعزيز سيطرتها على الفضاء الرقمي.
ما هي القيود الجديدة؟
لم تكشف السلطات الروسية بشكل كامل عن تفاصيل القيود الجديدة، لكنها تشير إلى أنها تتعلق بمتطلبات تخزين بيانات المستخدمين الروس على خوادم داخل الأراضي الروسية، بالإضافة إلى الامتثال لقوانين الرقابة على المحتوى. هذه المتطلبات ليست جديدة، فقد تم تطبيقها على العديد من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل “تويتر” و”فيسبوك”، مما أدى إلى فرض غرامات باهظة وحظر جزئي أو كامل على بعضها.
“واتساب” في مرمى النيران: لماذا الآن؟
يعتبر “واتساب” من بين التطبيقات الأكثر شعبية في روسيا، حيث يستخدمه ملايين الأشخاص للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وإجراء الأعمال التجارية. قد يكون توقيت هذه الخطوة مرتبطًا بالتوترات الجيوسياسية الحالية، ورغبة روسيا في تقليل اعتمادها على المنصات الغربية، وتعزيز البدائل المحلية. كما أن الضغط على “واتساب” قد يكون جزءًا من حملة أوسع نطاقًا لفرض الرقابة على المعلومات، ومكافحة ما تعتبره السلطات الروسية “معلومات كاذبة” أو “أنشطة متطرفة”.
ماذا يعني الحظر الكامل؟
في حال تم حظر “واتساب” بشكل كامل في روسيا، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على حياة الملايين من المستخدمين. سيفقدون وسيلة مهمة للتواصل، وقد يضطرون إلى استخدام تطبيقات بديلة، قد تكون أقل أمانًا أو أقل موثوقية. كما أن الحظر قد يعيق الأعمال التجارية التي تعتمد على “واتساب” في التواصل مع العملاء والشركاء.
- تأثير على المستخدمين: فقدان وسيلة تواصل رئيسية.
- تأثير على الأعمال: تعطيل قنوات التواصل الهامة.
- تأثير على حرية التعبير: تقييد الوصول إلى المعلومات.
ردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن يثير هذا القرار ردود فعل واسعة النطاق، سواء من المستخدمين الروس أو من المنظمات الحقوقية الدولية. قد يلجأ المستخدمون إلى استخدام أدوات تجاوز الرقابة، مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، للوصول إلى “واتساب”، لكن السلطات الروسية قد تتخذ إجراءات لمكافحة هذه الأدوات. كما أن الحظر قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الشركات التكنولوجية الغربية، ودعوتها إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالبيانات والرقابة.
الموقف لا يزال متطورًا، ومن غير الواضح ما إذا كان “واتساب” سيمتثل للمطالب الروسية أم لا. لكن المؤكد هو أن مستقبل التطبيق في روسيا يواجه تحديات كبيرة، وأن المستخدمين الروس قد يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة للتواصل والتعبير عن آرائهم.