دعوات أمريكية لمراجعة سجل إسرائيل في غزة تتصاعد
في تطور لافت يعكس تزايد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، وجد الجيش الإسرائيلي نفسه في مرمى نيران انتقادات متزايدة من داخل الكونغرس، حيث طالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بإجراء تحقيق عاجل في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان خلال العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة. هذه الدعوات تأتي في أعقاب تقرير سري لجهة رقابية حكومية أمريكية، كشف عن “مئات الانتهاكات المحتملة” ارتكبها الجيش الإسرائيلي.
تقرير حكومي يثير الجدل
التقرير السري، الذي لم يتم الكشف عن تفاصيله الكاملة للعامة، يمثل نقطة تحول في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لم يقتصر الأمر على مجرد الإشارة إلى وجود انتهاكات محتملة، بل أشار إلى حجمها الكبير، مما دفع أعضاء الكونغرس إلى المطالبة بتحقيق سريع وشفاف. وزير الخارجية ماركو روبيو هو من تلقى هذه الدعوات الموجهة من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، مما يعكس رغبة في مساءلة إسرائيل عن أي تجاوزات محتملة.
ما هي طبيعة الانتهاكات المزعومة؟
على الرغم من السرية التي تحيط بالتقرير، تشير التسريبات إلى أن الانتهاكات المحتملة تشمل قضايا تتعلق بالاستهداف غير المبرر للمدنيين، وتدمير الممتلكات المدنية، وتقييد حركة السكان. هذه الاتهامات، إذا ثبتت صحتها، قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والسياسية التي تقدمها واشنطن للقدس.
تداعيات محتملة على السياسة الأمريكية
هذه الدعوات لمساءلة إسرائيل تأتي في سياق سياسي أمريكي متزايد التعقيد. فمن جهة، تحافظ الولايات المتحدة تقليديًا على علاقة وثيقة مع إسرائيل، وتعتبرها حليفًا استراتيجيًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، هناك ضغوط متزايدة من داخل الحزب الديمقراطي، وخاصة من الجناح التقدمي، للمطالبة بمعاملة أكثر عدالة للفلسطينيين، والضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.
- تأثير على المساعدات الأمريكية: قد يؤدي التحقيق إلى تجميد أو تقليل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في حال ثبوت ارتكابها انتهاكات جسيمة.
- تغيير في الخطاب السياسي: قد يشجع هذا التحرك أعضاء الكونغرس الآخرين على التعبير عن انتقاداتهم لسياستات إسرائيل بشكل أكثر صراحة.
- تعزيز مكانة الفلسطينيين: قد يساهم في إعطاء الفلسطينيين دفعة معنوية في جهودهم للحصول على حقوقهم المشروعة.
مستقبل التحقيق
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وزير الخارجية روبيو سيستجيب لهذه الدعوات، وسيبدأ تحقيقًا رسميًا في هذه المزاعم. ومع ذلك، فإن مجرد طرح هذه القضية داخل الكونغرس يمثل سابقة مهمة، ويشير إلى أن صبر واشنطن على السياسات الإسرائيلية قد بدأ ينفد. المراقبون يتوقعون أن يكون لهذا التطور تأثير كبير على مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.