خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا.. قلق أوروبي بسبب “الضمانات”

ترامب يربط المساعدات الأمنية لأوكرانيا باتفاق سلام مع روسيا.. أوروبا في حالة ترقب

يثير طرح إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشروط جديدة لتقديم الدعم الأمني لأوكرانيا، قلقًا متزايدًا في العواصم الأوروبية. فبدلًا من تقديم ضمانات أمنية مباشرة، تشترط واشنطن، وفقًا لما كشفه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لحلفائها الأوروبيين، التوصل أولاً إلى اتفاق سلام شامل مع روسيا. هذا التحول في الموقف الأمريكي يضع أوروبا أمام خيارات صعبة، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي المستمر.

شروط ترامب: اتفاق سلام أولاً

المعلومات التي سربتها مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع “بوليتيكو” تشير إلى أن إدارة ترامب لا تنظر إلى الضمانات الأمنية لأوكرانيا كخطوة مستقلة، بل كجزء لا يتجزأ من عملية تفاوض أوسع نطاقًا. بمعنى آخر، لن يتم تقديم أي تعهدات أمنية لأوكرانيا إلا بعد أن تثبت كييف التزامها الجاد بالتوصل إلى حل سلمي مع موسكو. هذا الشرط يثير مخاوف لدى بعض الدول الأوروبية التي ترى فيه تنازلًا عن المبادئ وتقديم مكافأة لروسيا على عدوانها.

القلق الأوروبي: هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا؟

تخشى بعض العواصم الأوروبية من أن هذا الموقف يعكس رغبة إدارة ترامب في تقليل الانخراط الأمريكي في الصراع الأوكراني، وربما حتى الضغط على كييف لقبول شروط سلام غير مواتية. هذا القلق يتفاقم بسبب الشكوك حول مدى التزام ترامب بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتصريحاته السابقة التي انتقد فيها مساهمات بعض الدول الأعضاء في الحلف.

  • تأثير على الوحدة الأوروبية: قد يؤدي هذا الموقف إلى انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تتبنى بعض الدول موقفًا أكثر تشددًا تجاه روسيا، بينما تفضل دول أخرى الحوار والتسوية.
  • إعادة تقييم الاستراتيجيات الدفاعية: قد يدفع هذا التحول بعض الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية وزيادة إنفاقها العسكري، تحسبًا لتقليل الدعم الأمريكي.
  • مفاوضات معقدة: قد يجعل هذا الشرط المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا أكثر تعقيدًا، حيث ستسعى كييف إلى الحصول على ضمانات أمنية قبل تقديم أي تنازلات.

السياق الجيوسياسي: صعود النزعة القومية

يأتي هذا التطور في سياق صعود النزعة القومية والشعبوية في العديد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة. ترامب، الذي يمثل هذه النزعة، يركز على المصالح الوطنية الأمريكية أولاً، وقد يرى أن الانخراط العميق في الصراع الأوكراني لا يخدم هذه المصالح. كما أن التركيز على اتفاق سلام قد يكون محاولة لتهدئة التوترات وتجنب تصعيد أكبر للصراع، وهو ما يتماشى مع سياسة ترامب المعلنة.

في المجمل، فإن خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تربط المساعدات الأمنية باتفاق سلام، تمثل تحديًا كبيرًا لأوروبا، وتطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الأمن والاستقرار في القارة. من الواضح أن أوروبا ستضطر إلى التفكير مليًا في كيفية الاستجابة لهذا التطور، وإيجاد طريقة لضمان استمرار دعمها لأوكرانيا مع الحفاظ على وحدتها ومصالحها الخاصة.

Scroll to Top