السودان على شفا الهاوية: حرب أهلية تهدد المنطقة وتُعقّد جهود السلام
عاد شبح الحرب الأهلية ليطل برأسه في السودان، مُعيدًا إياها إلى نقطة الصفر بعد فترة قصيرة من التفاؤل الحذر. التصعيد الأخير في القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، لم يُشعل فتيل الصراع فحسب، بل يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، ويُلقي بظلاله القاتمة على أي جهود مستقبلية لتحقيق السلام. فما الذي يحدث في السودان، وما هي التداعيات المحتملة؟
عودة إلى المربع الأول
بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، كان السودان يسير بخطى متذبذبة نحو التحول الديمقراطي. لكن هذا التحول الواعد تعثر بسبب التنافس الشديد على السلطة بين الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، ومحمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع. هذا التنافس تحول إلى صراع مسلح مفتوح، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك استهداف المدنيين.
تداعيات إقليمية ودولية
لا يقتصر تأثير الأزمة السودانية على حدود البلاد، بل يمتد ليشمل دول الجوار والساحة الإقليمية والدولية. السودان يقع في منطقة حساسة، تحدها دول تعاني من عدم الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة، مثل إثيوبيا وجنوب السودان. أي تفاقم للأوضاع في السودان قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين، وزيادة نشاط الجماعات المتطرفة، وتأجيج الصراعات القائمة.
خطة ترامب للسلام في مرمى النيران
الأزمة السودانية تمثل ضربة قوية لجهود السلام في المنطقة، بما في ذلك الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، مثل اتفاقية التطبيع بين السودان وإسرائيل والتي كانت جزءًا من خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط. مع انقسام السودان وتصاعد العنف، يصبح من الصعب للغاية تنفيذ هذه الاتفاقيات، بل وقد يؤدي إلى انهيارها.
سيناريوهات مستقبلية قاتمة
الوضع في السودان يتجه نحو الأسوأ، وهناك عدة سيناريوهات محتملة:
- استمرار القتال: قد يستمر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع لفترة طويلة، مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية.
- توسع دائرة الصراع: قد تتسع دائرة الصراع لتشمل فصائل مسلحة أخرى، مما يزيد من تعقيد الوضع.
- انهيار الدولة: في أسوأ الأحوال، قد يؤدي الصراع إلى انهيار الدولة السودانية، وتحولها إلى دولة فاشلة.
الحاجة إلى تدخل عاجل
يتطلب الوضع في السودان تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي، ليس فقط لإنهاء القتال، بل أيضًا لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، ودعم جهود المصالحة الوطنية، وإعادة بناء الدولة. الحل يكمن في الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة، مع ضمان مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية في عملية بناء مستقبل السودان.