ترامب يفتح الباب أمام تصنيف الإخوان: دراسة شاملة قيد الإعداد
في خطوة قد تحمل تداعيات كبيرة على العلاقات الأمريكية مع مصر ودول أخرى في المنطقة، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارته بإجراء دراسة متعمقة حول إمكانية تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية أو إرهابيين عالميين مُصنفين بشكل خاص. هذا الأمر التنفيذي، الذي أعلنه البيت الأبيض الاثنين، يمثل تحولاً محتملاً في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة، التي لطالما كانت موضوع جدل وانقسام في واشنطن.
ماذا يعني هذا الأمر التنفيذي؟
الأمر التنفيذي لا يعني بالضرورة تصنيف الإخوان فوراً كمنظمة إرهابية. بل يوجه الإدارة الأمريكية إلى تقييم الأدلة والمعلومات المتاحة لتحديد ما إذا كانت بعض فروع الجماعة تستوفي المعايير القانونية للتصنيف. هذه المعايير تتضمن الانخراط في أعمال إرهابية، أو تقديم الدعم المادي أو اللوجستي للمنظمات الإرهابية، أو تهديد الأمن القومي الأمريكي.
التركيز على “بعض الفروع” يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد لا تنظر إلى جماعة الإخوان ككيان موحد، بل قد تسعى إلى استهداف الفروع التي يُعتقد أنها متورطة في أنشطة عنيفة أو متطرفة. هذا النهج قد يهدف إلى تجنب تداعيات سلبية أوسع نطاقاً على الجماعة ككل، وعلى العلاقات مع الدول التي لديها روابط مع الإخوان.
السياق الإقليمي والدولي
يأتي هذا الأمر في سياق جهود متزايدة من بعض الدول العربية، مثل مصر والإمارات والسعودية، لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية. هذه الدول تعتبر الإخوان تهديداً لأمنها واستقرارها، وتتهمهم بالسعي إلى تقويض الحكومات الشرعية من خلال العنف والتطرف.
- مصر: تعتبر الإخوان جماعة إرهابية منذ عام 2013، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.
- الإمارات والسعودية: تصنفان الإخوان كمنظمة إرهابية وتعملان على مكافحة أنشطتها في المنطقة.
في المقابل، هناك دول أخرى، مثل قطر وتركيا، تدعم الإخوان وتعتبرهم جزءاً من المشهد السياسي الإسلامي. هذا الانقسام في وجهات النظر يعكس تعقيد القضية وتأثيرها على التوازنات الإقليمية.
تداعيات محتملة
إذا قررت الإدارة الأمريكية تصنيف بعض فروع الإخوان كمنظمات إرهابية، فقد يكون لذلك تداعيات كبيرة على عدة مستويات:
- العلاقات الأمريكية المصرية: قد يؤدي ذلك إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، حيث كانت القاهرة تطالب واشنطن باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الإخوان.
- الوضع الإقليمي: قد يزيد من حدة التوتر بين الدول الداعمة للإخوان والدول المعارضة لها.
- الاستقرار السياسي: قد يؤثر على الاستقرار السياسي في الدول التي لديها وجود قوي للإخوان.
من المهم ملاحظة أن الدراسة التي أمر بها ترامب قد تستغرق وقتاً طويلاً، وأن النتيجة النهائية غير مؤكدة. ومع ذلك، فإن هذا الأمر التنفيذي يمثل خطوة مهمة نحو إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه جماعة الإخوان، وقد يكون له تأثير كبير على مستقبل المنطقة.