خطة غزة.. هل تحمل مفتاح إنهاء الحرب في أوكرانيا؟
في تطور مفاجئ يثير التساؤلات، كشفت مصادر أمريكية لشبكة “سي إن إن” عن خطة تضعها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا قبل نهاية العام الحالي. اللافت في الأمر أن هذه الخطة تستلهم بشكل مباشر من التجربة التي خاضتها الإدارة في وساطتها الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي أسفرت عن وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة.
من وساطة غزة إلى ساحات القتال الأوكرانية؟
الخطة، بحسب المصادر، تعتمد على مبادئ مشابهة لتلك التي استخدمت في التوصل إلى اتفاق غزة، والتي تركز على التفاوض المباشر بين الأطراف المتنازعة، مع التركيز على تبادل الأسرى وتقديم تنازلات متبادلة. الهدف الأساسي هو إيجاد أرضية مشتركة تتيح التوصل إلى هدنة شاملة، مع الأخذ في الاعتبار المصالح الحيوية لكل من أوكرانيا وروسيا.
هذا التحول في النهج يمثل مغامرة جريئة، خاصة وأن السياق السياسي والعسكري في أوكرانيا يختلف جذرياً عن الوضع في غزة. فالحرب في أوكرانيا أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً، وتشمل أبعاداً جيوسياسية عميقة تتجاوز مجرد الصراع الإقليمي. كما أن الأطراف المتورطة أكثر قوة وتأثيراً، مما يجعل عملية التفاوض أكثر صعوبة.
ما هي التحديات التي تواجه هذه الخطة؟
على الرغم من الإيجابية الظاهرة في هذه المبادرة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات. من أبرزها:
- الرفض الروسي المحتمل: من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستتقبل وساطة أمريكية تعتمد على نموذج غزة، خاصة وأنها قد تعتبر ذلك بمثابة تدخل في شؤونها الداخلية.
- المطالب الأوكرانية: أوكرانيا تصر على استعادة كامل أراضيها المحتلة، وهو مطلب قد يصعب تحقيقه في ظل الظروف الحالية.
- الدعم الغربي: أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يحظى بدعم الدول الغربية الرئيسية، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، لضمان استدامته.
تحليل موجز
إن اعتماد إدارة ترامب على تجربة غزة في محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا يمثل استراتيجية غير تقليدية، قد تحمل في طياتها بعض المفاجآت. النجاح يعتمد بشكل كبير على قدرة المبعوثين الأمريكيين على بناء الثقة بين الطرفين، وتقديم حلول مبتكرة تلبي بعضاً من مطالب كل منهما. يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تكرار “معجزة غزة” في أوكرانيا، أم أن هذه الخطة ستواجه مصيراً مماثلاً لخيبات الأمل السابقة؟
الوضع في أوكرانيا لا يزال متقلباً، وأي تطورات مستقبلية قد تغير مسار الأحداث بشكل جذري. لكن هذه المبادرة، على الأقل، تشير إلى أن هناك جهوداً جادة تبذل لإنهاء هذه الحرب المدمرة، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.