خطوة مفاجئة.. إسرائيل تسعى لفتح قناة اقتصادية مع لبنان
في تحرك نادر ومفاجئ، أعلنت إسرائيل عن إرسال مبعوث خاص إلى لبنان، في خطوة تهدف إلى استكشاف إمكانية إقامة علاقات تعاون اقتصادي بين البلدين. يأتي هذا الإعلان في ظل توترات إقليمية مستمرة، ويطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه المبادرة، وما إذا كانت تمثل بداية لتغيير في السياسات الإسرائيلية تجاه لبنان.
ماذا يعني هذا التحرك؟
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف من إرسال المبعوث هو “إرساء أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي”. هذا التصريح، وإن كان يبدو محدودًا، يحمل في طياته دلالات مهمة. فإسرائيل، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع لبنان، تسعى بشكل علني إلى تجاوز الحواجز السياسية من خلال التركيز على المصالح الاقتصادية المشتركة.
قد يكون هذا التحرك مرتبطًا بالوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، والذي يواجه أزمة مالية حادة منذ عام 2019. إسرائيل، من جهتها، قد ترى في هذا الوضع فرصة لتعزيز نفوذها الاقتصادي في المنطقة، وربما تحقيق مكاسب سياسية مستقبلية. كما أن هناك اهتمامًا إسرائيليًا بالاستفادة من الموارد الطبيعية المحتملة في المياه الإقليمية اللبنانية، وهو ما قد يكون أحد المحفزات الرئيسية لهذه المبادرة.
تحديات وعقبات محتملة
على الرغم من الطابع الإيجابي الظاهري لهذه الخطوة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والعقبات. أولاً، العلاقة بين إسرائيل ولبنان تاريخيًا مشحونة بالعداء، ولا يزال البلدان في حالة حرب رسمية. ثانيًا، هناك معارضة قوية في لبنان لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، خاصة من قبل حزب الله، الذي يعتبر قوة سياسية وعسكرية رئيسية في البلاد.
- المعارضة الداخلية اللبنانية: من المرجح أن يواجه أي اتفاق اقتصادي مع إسرائيل معارضة شديدة من قبل القوى السياسية اللبنانية التي تعارض التطبيع.
- التوترات الإقليمية: الوضع الإقليمي المضطرب، بما في ذلك الصراع في سوريا وتصاعد التوترات مع إيران، قد يعيق أي تقدم في هذا المجال.
- قضايا الحدود البحرية: لا تزال هناك خلافات حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وهو ما قد يعرقل أي تعاون في مجال استكشاف الموارد الطبيعية.
نظرة مستقبلية
من السابق لأوانه التكهن بمستقبل هذه المبادرة. إرسال المبعوث الإسرائيلي إلى لبنان يمثل خطوة أولى، ولكن الطريق إلى إقامة علاقات اقتصادية حقيقية لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات. سيعتمد نجاح هذه المبادرة على قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات السياسية، وبناء الثقة المتبادلة، والتركيز على المصالح الاقتصادية المشتركة.
من المؤكد أن هذا التحرك سيثير نقاشًا واسعًا في لبنان والعالم العربي، وسيكون له تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة. سيكون من المهم مراقبة التطورات القادمة عن كثب، وتحليل الدوافع الحقيقية وراء هذه المبادرة، وتقييم فرص نجاحها.