بعد دعوة الشرع.. سوريون يحتفلون بالذكرى الأولى لسقوط الأسد

احتفالات سورية بذكرى “ردع العدوان” تثير تساؤلات حول مستقبل البلاد

في مشهد يعكس انقسامات عميقة، شهدت عدة مدن سورية، يوم الجمعة، مظاهرات واحتفالات شعبية بمناسبة مرور عام على ما يصفه البعض بـ “عملية ردع العدوان” التي أدت إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد. هذه الفعاليات، التي جرت في محافظات مختلفة، تثير تساؤلات حول طبيعة المشهد السياسي الحالي في سوريا، ومستقبل البلاد في ظل غياب الاستقرار.

ما هي “عملية ردع العدوان”؟

تعتبر “عملية ردع العدوان” نقطة تحول مفصلية في تاريخ سوريا الحديث. بدأت العملية قبل عام، كرد فعل على تصاعد العنف والقمع الذي مارسته قوات النظام ضد المتظاهرين السلميين. تطورت الأحداث بسرعة إلى صراع مسلح واسع النطاق، انتهى بالإطاحة بالنظام، وهو ما يعتبره المعارضون السوريون “تحريرًا” بينما يراه أنصار النظام “انقلابًا”.

أجواء الاحتفالات وتنوع ردود الأفعال

تنوعت أشكال الاحتفال بالذكرى الأولى. في بعض المناطق، شهدت الشوارع مسيرات حاشدة ورفع أعلام الثورة، بينما أقيمت في مناطق أخرى فعاليات ثقافية وفنية تعبر عن آمال السوريين في بناء مستقبل أفضل. ومع ذلك، لم تخلُ الاحتفالات من بعض التوترات، حيث أبلغت مصادر عن اشتباكات محدودة بين مجموعات مؤيدة للنظام ومجموعات معارضة.

تحديات ما بعد الإطاحة بالنظام

على الرغم من الإطاحة بالنظام، لا تزال سوريا تواجه تحديات جمة. الفراغ السياسي والأمني الذي خلفه سقوط الأسد أدى إلى صعود جماعات متطرفة، وتفاقم الأزمة الإنسانية. يعاني الملايين من السوريين من الفقر والبطالة، ويعيشون في ظروف معيشية صعبة. كما أن إعادة بناء البنية التحتية المتضررة بسبب الحرب يتطلب جهودًا هائلة وموارد مالية ضخمة.

مستقبل سوريا: بين الأمل والتشاؤم

تتجه الأنظار الآن نحو مستقبل سوريا. هل ستتمكن البلاد من تجاوز أزمتها الحالية، وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان؟ أم أنها ستغرق في المزيد من الفوضى والعنف؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، وتعتمد على قدرة السوريين على التوصل إلى توافق وطني، وعلى دعم المجتمع الدولي لعملية الانتقال السياسي.

  • الوضع الإنساني: تدهور كبير في الخدمات الأساسية، ونزوح ملايين السوريين.
  • التحديات الأمنية: انتشار الجماعات المتطرفة، وتصاعد العنف الطائفي.
  • الآفاق السياسية: صعوبة التوصل إلى حل سياسي شامل، واستمرار الانقسامات.

في الختام، تمثل الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد مناسبة للتأمل في مسيرة سوريا نحو التغيير، وتقييم التحديات التي تواجهها. يبقى الأمل معلقًا على قدرة الشعب السوري على بناء مستقبل أفضل، بعيدًا عن العنف والظلم.

Scroll to Top