تصعيد محتمل: اغتيال الطبطبائي يضع حزب الله على مفترق طرق
في تطور مفاجئ هزّ المنطقة، اغتيل هيثم الطبطبائي، رئيس أركان حزب الله، في عملية دقيقة أثارت حالة من التأهب القصوى في صفوف الحزب وأشعلت فتيل التوتر على الجبهة الشمالية. يأتي هذا الاغتيال في لحظة حساسة، مع استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد المخاوف من حرب شاملة، مما يضع حزب الله أمام خيارات صعبة ومعقدة.
رد فعل إسرائيلي واستنفار عسكري
لم يمرّ اغتيال الطبطبائي مرور الكرام، إذ رفَع الجيش الإسرائيلي على الفور مستوى التأهب على الجبهة الشمالية، تحسباً لأي رد فعل من حزب الله. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اعتراف إسرائيلي بأن الحزب قد يسعى للانتقام، وأن الوضع قد يتدهور بسرعة. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل عززت وجودها العسكري في المنطقة ونشرت المزيد من القوات والمعدات، في محاولة لردع أي هجوم محتمل.
خيارات حزب الله المحيرة
الآن، يواجه حزب الله معضلة حقيقية. فمن جهة، يفرض عليه المنطق الداخلي والاعتبارات المتعلقة بالصورة أن يرد على اغتيال قيادي بارز مثل الطبطبائي. ومن جهة أخرى، فإن أي رد فعل قد يؤدي إلى تصعيد خطير قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة لا يرغب بها أحد. تتراوح الخيارات المتاحة أمام الحزب بين:
- هجوم محدود النطاق: قد يختار الحزب شن هجوم محدود على مواقع إسرائيلية في الجولان أو شمال إسرائيل، بهدف إرسال رسالة ردع دون التسبب في تصعيد كبير.
- هجوم معقد: قد يلجأ الحزب إلى تنفيذ عملية أكثر تعقيداً، تستهدف أهدافاً إسرائيلية استراتيجية، في محاولة لإلحاق ضرر كبير وإجبار إسرائيل على التراجع.
- الاحتواء: قد يقرر الحزب عدم الرد بشكل مباشر، والاكتفاء بإصدار بيانات تهديد وتعبئة قواعده، في محاولة لاحتواء الموقف وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة.
تداعيات محتملة وتأثير إقليمي
بغض النظر عن الخيار الذي سيتخذه حزب الله، فإن اغتيال الطبطبائي سيكون له تداعيات كبيرة على الوضع الإقليمي. فإذا قرر الحزب الرد، فإن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد خطير قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة. وإذا قرر الحزب عدم الرد، فإن ذلك قد يضعف صورته ويزيد من شعور الإسرائيليين بالحصانة.
كما أن هذا الاغتيال يأتي في ظل حالة من التوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران، الحليف الرئيسي لحزب الله. وقد يؤدي إلى تدخل إيراني مباشر في الصراع، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب التوصل إلى حل سلمي.
تحليل مبدئي
يبدو أن عملية الاغتيال تمت بتخطيط دقيق وتنفيذ محكم، مما يشير إلى وجود جهة متورطة تمتلك قدرات استخباراتية ولوجستية كبيرة. وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، فإن أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل، التي تعتبر حزب الله تهديداً وجودياً لها. يبقى السؤال الأهم هو: كيف سيرد حزب الله؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأحداث في المنطقة خلال الأيام والأسابيع القادمة.