بالفيديو.. مواطنون في السويداء يزيلون كلمة “محافظة”

السويداء: حركة رمزية تثير تساؤلات حول الهوية الإدارية

في مشهد نادر ومثير للجدل، أقدم مجموعة من المواطنين في مدينة السويداء جنوبي سوريا على إزالة كلمة “محافظة” من واجهة مبنى السرايا الحكومي. هذه الخطوة، التي وثقتها مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، لم تكن مجرد فعل فردي، بل تعكس حالة من الاستياء المتراكم وتساؤلات عميقة حول مستقبل الإدارة المحلية في المنطقة، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها سوريا.

أبعاد الفعل الرمزي

لم يصدر حتى الآن بيان رسمي يوضح دوافع المجموعة التي قامت بهذا الفعل، لكن مراقبين محليين يرون أنه تعبير عن رفض ضمني للنظام المركزي القائم، ورغبة في مزيد من الاستقلالية الإدارية. السويداء، التي تتمتع بتركيبة سكانية فريدة وتاريخ من التمرد على السلطة المركزية، لطالما كانت منطقة تتميز بنوع من الحكم الذاتي الفعلي. إزالة كلمة “محافظة” يمكن تفسيرها على أنها محاولة لتقويض رمزية السلطة المركزية، والتأكيد على هوية المنطقة الخاصة.

السياق السياسي والاجتماعي

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه سوريا حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الحاد. الحرب الأهلية التي استمرت سنوات خلفت وراءها دمارًا هائلاً وتدهورًا في الخدمات الأساسية. في هذا السياق، يرى البعض أن حركة السويداء هي تعبير عن إحباط شعبي متزايد من الأداء الحكومي، وغياب الرؤية المستقبلية. كما أن هناك شعورًا بأن المحافظات السورية تعاني من تهميش في عملية صنع القرار، وأن الموارد لا توزع بشكل عادل.

ردود الفعل المحتملة

من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل متباينة. قد يعتبرها البعض تحديًا سافرًا للسلطة المركزية، بينما قد يراها آخرون تعبيرًا عن حق المواطنين في التعبير عن آرائهم. من الناحية القانونية، يعتبر إزالة شعار رسمي فعلًا مخالفًا للقانون، وقد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتورطين. ومع ذلك، فإن التعامل مع هذه القضية بحساسية وحكمة أمر ضروري لتجنب تصعيد التوتر في المنطقة.

تداعيات مستقبلية

  • مطالب باللامركزية: قد تشجع هذه الخطوة على المطالبة بمزيد من اللامركزية الإدارية في سوريا، ومنح المحافظات صلاحيات أوسع.
  • حراك اجتماعي: قد تكون هذه بداية لحراك اجتماعي أوسع نطاقًا في السويداء والمحافظات الأخرى.
  • تأثير على الاستقرار: قد تؤثر هذه الخطوة على الاستقرار السياسي في المنطقة، خاصة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.

يبقى السؤال الأهم هو: هل ستكون هذه الحركة مجرد حدث عابر، أم أنها ستشكل نقطة تحول في العلاقة بين السويداء والسلطة المركزية في دمشق؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأيام والأسابيع القادمة.

Scroll to Top