صدمة في بغداد: قرار إدراج “حزب الله” و”الحوثيين” يثير عاصفة سياسية
أثار قرار حكومي عراقي مفاجئ، بإدراج حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية ضمن قوائم “الإرهاب” في الجريدة الرسمية، موجة من الاستغراب والجدل داخل العراق وخارجه. لم يكن التوقيت وحده هو ما أثار الدهشة، بل طبيعة هذه الجماعات وعلاقاتها المعقدة مع بغداد، بالإضافة إلى التداعيات المحتملة على السياسة العراقية المتأثرة بالفعل بصراعات إقليمية حادة.
ماذا يعني هذا الإدراج؟
يعني إدراج هذه الجماعات في قوائم الإرهاب العراقية تجميد أصولها، ومنع أي نشاط لها على الأراضي العراقية، وتعريض المتعاونين معها للمساءلة القانونية. لكن التطبيق الفعلي لهذا القرار قد يكون أكثر تعقيدًا، خاصة وأن كلا من حزب الله والحوثيين لهما أنصار ومرتبطون داخل العراق، وبعضهم يشارك في الحياة السياسية والاجتماعية.
خلفيات القرار وضغوط المحاور
القرار لم يأتِ من فراغ. يعكس هذا الإدراج ضغوطًا متزايدة تمارسها دول إقليمية وغربية على العراق، بهدف تقييد نفوذ إيران المتصاعد في المنطقة، حيث تعتبر كل من حزب الله والحوثيين وكلاء لإيران. العراق، الذي يسعى للحفاظ على توازنه في مواجهة هذه الضغوط، يجد نفسه في موقف حرج بين الحفاظ على علاقاته مع إيران، وبين تلبية مطالب الدول الأخرى.
ردود الفعل الداخلية
تباينت ردود الفعل العراقية على القرار. فقد اعتبره البعض خطوة ضرورية لتعزيز الأمن والاستقرار في العراق، ومنع استخدامه كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. بينما انتقد آخرون القرار بشدة، واعتبروه استسلامًا للضغوط الخارجية، وتجاهلاً للمصالح العراقية. كما أثيرت تساؤلات حول دوافع الحكومة الحقيقية وراء هذا الإدراج، وما إذا كان يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية أو خارجية.
تداعيات محتملة
- تأثير على العلاقات مع إيران: قد يؤدي القرار إلى توتر العلاقات بين العراق وإيران، خاصة إذا اعتبرته طهران محاولة لتقويض نفوذها في المنطقة.
- زيادة الانقسامات الداخلية: قد يؤدي القرار إلى تعميق الانقسامات الداخلية في العراق، بين القوى المؤيدة والمعارضة لإيران.
- تأثير على الأمن الإقليمي: قد يؤدي القرار إلى تصعيد التوترات الإقليمية، وزيادة خطر اندلاع صراعات جديدة.
مستقبل القرار
يبقى مستقبل هذا القرار معلقًا على تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة. من المرجح أن يشهد العراق المزيد من الضغوط والمناورات الإقليمية والدولية في الفترة القادمة، وسيتطلب الأمر حكمة ودبلوماسية عالية للحفاظ على استقرار البلاد وتجنب الانزلاق إلى صراعات جديدة.