الجيش السوري و”قسد” يتفقان على وقف التصعيد في الرقة

هدنة مفاجئة في الرقة: الجيش السوري و”قسد” يتوصلان إلى اتفاق لوقف التصعيد

في تطور مفاجئ قد يغير ديناميكيات الوضع في شمال شرق سوريا، أعلن الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن اتفاق لوقف التصعيد في ريف الرقة الجنوبي الشرقي. يأتي هذا الاتفاق بعد أيام من اشتباكات متقطعة وتوتر متزايد بين الطرفين، مما أثار مخاوف من تصعيد أوسع نطاقاً قد يعرض المدنيين للخطر ويعقد جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.

خلفيات التوتر: لماذا الرقة؟

لطالما كانت الرقة نقطة اشتعال محتملة، فهي المدينة التي أعلنت منها تنظيم “داعش” “خلافته” المزعومة، وشهدت معركة طاحنة لتحريرها عام 2017 قادتها “قسد” بدعم من التحالف الدولي. بعد انسحاب القوات الأمريكية من مناطق واسعة في سوريا، ازدادت المخاوف بشأن مستقبل المنطقة، وتصاعدت التوترات بين “قسد” والحكومة السورية التي تسعى لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. الخلافات تتعلق بشكل أساسي بالسيطرة على المناطق الحدودية، وتقاسم النفوذ، ومستقبل الحكم الذاتي الذي تسعى “قسد” إليه.

تفاصيل الاتفاق: ما الذي تم الاتفاق عليه؟

لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق بشكل كامل، لكن مصادر إعلامية أفادت بأنه يتضمن وقفاً لإطلاق النار، والتزاماً بتهدئة التوتر، وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الطرفين. من المرجح أن يكون الاتفاق بوساطة من أطراف إقليمية، ربما روسيا أو الإمارات، اللتين تسعيان إلى تحقيق الاستقرار في سوريا. الهدف المعلن هو تجنب المزيد من التصعيد وحماية المدنيين، وربما تمهيد الطريق لمفاوضات أوسع نطاقاً حول مستقبل المنطقة.

تحليل: هل هذه الهدنة مستدامة؟

على الرغم من أهمية هذا الاتفاق، إلا أن استدامته تظل محل شكوك. هناك العديد من العوامل التي قد تهدد الهدنة، بما في ذلك:

  • المصالح المتضاربة: لا تزال هناك خلافات جوهرية بين “قسد” والحكومة السورية حول مستقبل الحكم الذاتي وتقاسم السلطة.
  • التدخلات الخارجية: قد تسعى أطراف خارجية إلى تقويض الاتفاق لتحقيق مصالحها الخاصة.
  • وجود الخلايا الإرهابية: لا يزال تنظيم “داعش” يشكل تهديداً في المنطقة، وقد يستغل أي فراغ أمني لتعزيز نفوذه.

ومع ذلك، فإن الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو تخفيف التوتر وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. نجاح هذه الهدنة يتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، ودعماً دولياً، وحواراً بناءً لمعالجة القضايا العالقة.

تداعيات محتملة

إذا نجحت الهدنة في الاستمرار، فقد تؤدي إلى:

  • تحسين الوضع الإنساني: يمكن أن يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الاشتباكات.
  • تعزيز الاستقرار: يمكن أن يساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتقليل خطر التصعيد.
  • فتح الباب أمام مفاوضات سياسية: يمكن أن يمهد الطريق لمفاوضات أوسع نطاقاً حول مستقبل سوريا.

في المقابل، إذا فشلت الهدنة، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد أوسع نطاقاً، وزيادة المعاناة الإنسانية، وتعقيد جهود مكافحة الإرهاب.

Scroll to Top