البرهان يهاجم بولس.. ويؤكد: لن نقبل وساطة “الرباعية”

تصعيد سوداني: البرهان يرفض وساطة “الرباعية” ويتهم مستشارًا أمريكيًا بالكذب

في تطور مفاجئ يعقد مساعي إنهاء الحرب الدائرة في السودان، أعلن القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رفضه القاطع لأي وساطة تقدمها المجموعة الرباعية الدولية. هذا الرفض يأتي مصحوبًا باتهام مباشر لمسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، بالكذب، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل المفاوضات المحتملة.

خلفيات الرفض وتوقيت الإعلان

الرفض المفاجئ للوساطة الرباعية، التي تضم عادةً الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي، يمثل ضربة قوية للجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في السودان. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج، حيث تتصاعد المعارك في الخرطوم وولايات أخرى، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي. يعكس هذا الموقف ربما إحباطًا من جانب الجيش السوداني من طبيعة المقترحات المقدمة، أو رغبة في الحصول على ضمانات أقوى قبل الدخول في أي مفاوضات جادة.

اتهام بالكذب.. ما الذي قاله بولس؟

لم يكشف البرهان عن تفاصيل الاتهامات الموجهة لمسعد بولس، لكن من المرجح أنها تتعلق بتصريحات أو مقترحات قدمها بولس خلال جهوده الدبلوماسية الأخيرة. هذا الاتهام العلني يمثل تصعيدًا دبلوماسيًا كبيرًا، ويشير إلى وجود خلافات جوهرية بين الطرفين حول رؤية حل الأزمة. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لعبت دورًا نشطًا في محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقد يكون هذا الرفض بمثابة رسالة واضحة لواشنطن بشأن الخطوط الحمراء التي لا يمكن للجيش السوداني تجاوزها.

تداعيات محتملة على الأزمة السودانية

هذا الموقف المتصلب للبرهان يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الأزمة السودانية. فالرفض القاطع للوساطة الدولية قد يؤدي إلى:

  • استمرار القتال: بدون تدخل خارجي فعال، من المرجح أن تستمر المعارك العنيفة، مما يزيد من الخسائر في الأرواح ويدمر البنية التحتية.
  • تفاقم الأزمة الإنسانية: مع استمرار القتال، ستزداد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينما يصعب الوصول إلى المحتاجين.
  • تعقيد المشهد السياسي: قد يؤدي هذا الرفض إلى تعقيد المشهد السياسي، ويجعل من الصعب التوصل إلى حل شامل للأزمة.

مستقبل المفاوضات.. هل من بدائل؟

في ظل هذا الوضع، يصبح البحث عن بدائل للوساطة الرباعية أمرًا ضروريًا. قد تشمل هذه البدائل:

  • وساطة إقليمية: قد تلعب دول إقليمية أخرى، مثل مصر أو الجزائر، دورًا أكبر في محاولة التوصل إلى حل.
  • مفاوضات مباشرة: قد يكون من الممكن إجراء مفاوضات مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولكن هذا يتطلب ثقة متبادلة وهو أمر غير متوفر حاليًا.
  • ضغوط دولية متزايدة: قد تحتاج الدول المؤثرة إلى ممارسة ضغوط أكبر على الطرفين المتنازعين من أجل إجبارهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

يبقى السؤال الأهم هو: هل سيتمكن السودان من تجاوز هذه الأزمة، أم أنه متجه نحو حرب أهلية طويلة الأمد؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على استعداد الطرفين المتنازعين للتنازل وتقديم تنازلات من أجل مصلحة السودان وشعبه.

Scroll to Top