البرهان يرفض وساطة الرباعية.. هل قرار الجيش مرتهن للإخوان؟

البرهان يرفض الوساطة.. هل يسيطر الإخوان على قرارات الجيش السوداني؟

في تطور يفاقم الأزمة السودانية المستمرة، جدد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رفضه لمبادرة الوساطة التي أطلقتها المجموعة الرباعية الدولية، مؤكداً تمسكه بالحل العسكري. هذا الموقف، الذي أثار صدمة واسعة، أعاد إلى الواجهة تساؤلات حادة حول الجهات الفاعلة المؤثرة في قرارات المؤسسة العسكرية، وما إذا كانت هذه القرارات تخضع لضغوط من قوى سياسية معينة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

رفض الوساطة وتصاعد التوترات

الرفض المتكرر للوساطة من قبل البرهان يمثل ضربة قوية للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع الدامي الذي يمزق السودان منذ منتصف أبريل الماضي. المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات المتحدة وبريطانيا، كانت تأمل في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار وتسهيل حوار سياسي شامل. لكن يبدو أن الجيش، بقيادة البرهان، يفضل مواصلة القتال، وهو خيار يثير مخاوف متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية وتعميق الانقسامات في المجتمع السوداني.

اتهامات بالارتهان للإخوان

الرفض الأخير للوساطة لم يمر مرور الكرام، إذ سرعان ما وجه منتقدو البرهان اتهامات مباشرة بارتهان الجيش لخيارات التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها الإخوان المسلمين. هذه الاتهامات تستند إلى عدة عوامل، منها التقارب الظاهر بين بعض القيادات العسكرية ورموز الإخوان، بالإضافة إلى التخوف من أن الجيش يسعى إلى استغلال الصراع لتثبيت سلطته وإقصاء القوى السياسية الأخرى، بما في ذلك تلك التي تعارض أجندة الإخوان.

سياق أوسع للصراع

الصراع في السودان ليس مجرد مواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هو انعكاس لتنافسات سياسية عميقة الجذور وتاريخ طويل من عدم الاستقرار. الإخوان المسلمين، الذين لعبوا دوراً بارزاً في المشهد السياسي السوداني لعقود، يسعون إلى استعادة نفوذهم الذي تضاءل بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير. ويرى المحللون أن الجيش قد يجد في الإخوان حليفاً استراتيجياً في سعيه للحفاظ على سلطته، حتى لو كان ذلك على حساب وحدة السودان واستقراره.

تداعيات محتملة

إذا استمر البرهان في رفض الوساطة وتجاهل الضغوط الدولية، فإن السودان قد يواجه سيناريوهات كارثية. قد يؤدي ذلك إلى تصعيد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية، بالإضافة إلى زيادة خطر التدخل الخارجي. كما أن استمرار الصراع قد يعزز نفوذ الجماعات المتطرفة، بما في ذلك الإخوان، ويقوض آمال السودانيين في بناء مستقبل ديمقراطي ومستقر.

  • الخلاصة: رفض البرهان للوساطة يمثل نقطة تحول خطيرة في الأزمة السودانية، ويطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل البلاد.
  • التحديات: إيجاد حل سياسي شامل يتطلب حواراً جاداً بين جميع الأطراف المعنية، وتجاوز المصالح الضيقة.
  • المخاطر: استمرار الصراع قد يؤدي إلى تفكك السودان وتدهور الأوضاع الإنسانية.

المجتمع الدولي مدعو إلى مضاعفة جهوده الرامية إلى تحقيق السلام في السودان، والضغط على جميع الأطراف لوقف إطلاق النار والانخراط في حوار بناء. مستقبل السودان وشعبه على المحك.

Scroll to Top