إيران: واشنطن وأوروبا أسقطت اتفاق القاهرة

اتهامات متبادلة وتصعيد محتمل: إيران تتهم الغرب بإفشال اتفاق القاهرة النووي

في تطور يهدد بتعقيد المشهد النووي الإيراني، اتهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) بتحمل المسؤولية عن “الإنهاء الرسمي” لاتفاق القاهرة. هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، كان يهدف إلى استئناف التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويهدف إلى تخفيف التوترات المتصاعدة حول برنامج إيران النووي.

ما هو اتفاق القاهرة؟

اتفاق القاهرة، الذي تم التوصل إليه في مارس 2023، كان بمثابة محاولة لإنعاش المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة حول برنامج إيران النووي. تضمن الاتفاق خطوات متبادلة، بما في ذلك قيام إيران بتوفير إمكانية الوصول للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى بعض المواقع النووية، مقابل تخفيف بعض العقوبات الغربية. كان الهدف الرئيسي هو بناء الثقة وتسهيل العودة إلى الاتفاق النووي الشامل (خطة العمل الشاملة المشتركة أو JCPOA)، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.

اتهامات طهران: من المسؤول عن الفشل؟

وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الإيراني، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث عرقلت تنفيذ اتفاق القاهرة من خلال “عدم الوفاء بالتزاماتها” و”فرض المزيد من العقوبات” على إيران. وأكد عبد اللهيان أن طهران ليست الطرف الذي يسعى إلى التصعيد، بل هي تسعى إلى حل دبلوماسي، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الوطنية. هذه الاتهامات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والغرب تدهورًا ملحوظًا، خاصةً على خلفية برنامج إيران النووي ودعمها لجهات فاعلة إقليمية معينة.

تداعيات محتملة وتوقعات مستقبلية

إن فشل اتفاق القاهرة يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني واحتمال تصعيد التوترات في المنطقة. قد يؤدي ذلك إلى:

  • تسريع برنامج إيران النووي: قد ترد إيران بتسريع أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، مما يزيد من المخاوف بشأن قدرتها على تطوير أسلحة نووية.
  • زيادة التوترات الإقليمية: قد يؤدي التصعيد النووي إلى زيادة التوترات بين إيران ودول المنطقة، مثل إسرائيل والسعودية.
  • صعوبة استئناف المفاوضات: قد يصبح من الصعب للغاية استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي الشامل في ظل هذه الظروف.

في الوقت الحالي، لا تزال آفاق الحل الدبلوماسي غير واضحة. من المرجح أن يستمر الجانب الإيراني في الضغط على الغرب لتقديم تنازلات، بينما يصر الغرب على ضرورة أن تلتزم إيران بضمانات دولية بشأن برنامجها النووي. يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان من الممكن التوصل إلى حل وسط يجنب المنطقة المزيد من التصعيد.

الوضع يتطلب حوارًا بناءً وجهودًا دبلوماسية مكثفة من جميع الأطراف المعنية لتجنب سيناريو كارثي. إن استمرار التصعيد لن يخدم مصالح أي طرف، بل سيزيد من حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

Scroll to Top